ظهور الفساد في الآونة الأخيرة في مجتمعاتنا يوجب علينا أن نتخذ، موقفا صارما تجاه العبث الذي نشهده أفرادا وحكومة.
لقد قال الله تعالى: (ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون)، لا شك ان ظهور فساد البر والبحر هو نتيجة طبيعية وأثر وضعي وتكويني لفساد أهل الأرض وهو نتيجة مباشرة لما اقترفته أيديهم من الذنوب والرذائل والمعاصي، فقد روي عن الإمام جعفر الصادق عليه السلام انه قال: «حياة دواب البحر بالمطر، فإذا كف المطر ظهر الفساد في البحر والبر وذلك اذا كثرت الذنوب والمعاصي»، ولكي نعالج هذه الظاهرة، فلا بد من الرجوع الى القرآن الكريم لاكتشاف سنة كونية تعيننا على مقاومة الفساد وتعالج آثار شمولية الفساد في البر والبحر ولا ريب ان أفضل علاج - كما طرحه القرآن والروايات الشريفة - هو العودة الى الحق عز وجل وطريقه، ومن أهم طرق الرجوع إليه تعالى هو طريق التوبة والإنابة والاستغفار، لأن النتيجة ستكون تحقق سنة تكوينية جديدة في قبال الأخرى، ولا ريب ان الالتزام بها سوف يسفر عن إمداد الناس بالخيرات والبركات، قال تعالى: (فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا، يرسل السماء عليكم مدرارا، ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا)، ولقد قال أمير المؤمنين عليه السلام كما ورد في نهج البلاغة: «إن الله يبتلي عباده عند الأعمال السيئة بنقص الثمرات وحبس البركات وإغلاق طريق الخيرات ليتوب تائب، ويقلع مقلع، ويتذكر متذكر، ويزدجر مزدجر، وقد جعل الله سبحانه الاستغفار سببا لدرور الرزق ورحمة الخلق فقال سبحانه: (استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين)، فرحم الله امرأً استقبل توبته، واستقال خطيئته، وبادر منيته».
لذلك فإنه من الواجب علينا ان نستغفر الله سبحانه وتعالى استغفارا حقيقيا وأن نتوب الى الله في كل يوم سواء كنا نتعمد العصيان وارتكاب الذنوب أو لا إذ اننا عندما نقيم حياتنا على أساس القرب من طاعة الله ورضاه فإن ذلك يكون له أثره الخارجي التكويني على واقعنا إذ اننا نحتاج للاستمرار في الحياة الإنسانية على الأرض بشكل مستقر وآمن إلى التقوى والإصلاح كما قال تعالى: (ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض).