هل هناك في بواطننا أودية سحيقة مظلمة فقط أم ان هناك واديا مقدسا أيضا مضيئا بالرشاد يهدي إلى الحكمة؟
إنه سؤال محفز والتفكير المستقيم في حقائق الكون ينير لنا جادة الحق فلا نتردى في ظلال الجهل أو ضباب الخطأ.
د.محمد كامل رائد طب العظام في مصر وعالم جليل أفكاره تمثل جسرا ممتدا يصل العلم والسيكولوجي بمفاهيم الدين، يذكر أن للإنسان واديا مقدسا وهو موجود، حيث تسمع صوت ضميرك صريحا واضحا آمرا بالخير في غير لبس هاديا إلى الحق في غير تردد، إن الوادي المقدس مملكة السماء وهي ثابتة في النفس أصولها الإيمان والخير والحكمة وميادينها الدين والحب والعلم.
إن الوادي المقدس يكون حيث تريد وحين تريد لا يحده مكان ولا زمان ولا يحده تعريف ولا وصف بعينه، فحيثما تطهرت نفسك وحيثما أحببت حبا خالصا وحيثما عملت عملا جميلا فثم واديك المقدس.
إن الوادي المقدس هو المأوى الذي يقيك عواصف الشر وهو كمال سعادتك إن كنت سعيدا، وهو أملك الوحيد إن كنت شقيا، ولا غنى لك عنه سواء كنت في حالتي النعيم أو البؤس لأن واديك المقدس هو في النعيم هداية وفى البؤس عزاء وأمل.
فإن كنت ممن يعملون الخير عفوا ويتجنبون الشر عرضا دون إيمان خالص أو حب عميق أو حكمة واضحة فإن الخير الذي تعمله لا يجلب لك الرضا الذي تطمئن به النفس الإنسانية فهو خير أبتر لأنه في غير الوادي المقدس.
والوادي المقدس هو جنتك التي تتقي بها ظلم الظالمين فإنك فيه ترى نفسك أعظم خلقا وأعلى قدرا ممن ظلموك، ويكفيك هذا السمو مرضاة لك دون أن تثور فيك عاطفة سقيمة مرذولة كالانتقام أو الثأر من الظالمين والظلم والانتقام سلسلة من الشر متصلة مفرغة لا فكاك منها فإنه في الوادي المقدس ينظر المتطهرون إلى غير المتطهرين من الظالمين مشفقين عليهم كما ينظر أهل الجنة إلى أهل النار.
في الواد المقدس لا يتفاضل الناس إلا بقدر ما فيهم من خير يسمو فيه المظلوم فوق الظالم.
إذا اعتراك اليأس وبدأت تسأل عن معنى الحياة في ظل النظم التي لا تستطيع تغييرها فما عليك إلا أن تأوي إلى واديك المقدس، ففيه الخلاص لأنه نفسك التي تسمو فيها بحبك الذي هو فوق كل حدود الحياة.