حاولنا ونحاول دائما أن نفهم أثر الإنجازات التي قامت بها نهضة سيد شباب أهل الجنة وسيد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام سواء التي كانت في عصر واقعة كربلاء الفظيعة أو آثارها التي عبرت حواجز الزمان والمكان، وتبقى العديد من الأسئلة التي يتردد صداها في أرواحنا وعقولنا لدى الآخرين.
واليوم أطرح سؤالا واقعيا إذ انه لماذا مازلنا نجد من يصر على التعامل مع حادثة حقيقية متجذرة في الواقع الإسلامي ومتأصلة في الوجدان العام في مجتمعات المسلمين بذلك النحو من العدائية المتطرفة الشخصانية وكأنها حادثة تدينه وتخصه لأنني شخصيا أرى أن هناك أفرادا بيننا يصابون بالهستيريا وتنقلب عندهم الموازين بمجرد أن تذكر واقعة استشهاد الإمام الحسين ذلك السبط الذي قال عنه جده المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم: «حسين منى وأنا من حسين أحب الله من أحب حسينا»، فإن رد الفعل الذي تفرضه الطبيعة البشرية هي البكاء على هذا المصاب والتفجع له بل والتأمل فيه ودراسته، حيث إنه أصبح حجز زاوية في منعطف شديد بتاريخ الأمة الإسلامية لاسيما عندما نعلم أن المقتول شخصية أساسية ومحورية في التاريخ الإسلامي منذ ذلك الوقت وإلى يومنا هذا، وللأسف فلقد ابتلينا بالمفسدين الذين يزيفون حقائق التاريخ ويزيفون الأحداث بحسب أهوائهم وانحيازاتهم ليتلاعبوا بها ويلونوها كي تضيع الحقيقة بين الأكاذيب التي يخترعها البعض، وذلك دفاعا عن المجرم الحقيقي الذي قتل الإمام الحسين الشهيد واغتال القيم والضمير، وهذا ما يجعل ذكراه تصيب البعض بالفوبيا لأنها في الواقع تكشف عن وباء إنساني أخطر من الكوفيد- 19 وهو مازال متفشيا ليس له لقاح ينهيه من الوجود.
لقد قال الإمام الحسين عليه السلام: «إني لم أخرج أشرا ولا بطرا ولا مفسدا ولا ظالما ولكن خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي، آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر وأسير بسيرة جدي محمد وأبي علي»، فلا سلطة تستهويه ولا دنيا ولا غنائم ولا أطماع، هكذا يجب أن يعرف من تضيق نفسه عندما يذكر هذا الإمام النبيل الذي امتلأت العوالم والأزمنة والأرواح بصرخته التي تقارع الذلة والشهوات.
إن شعار «هيهات منا الذلة» قد استقر في قواميس اللغات شعارا للأحرار في كل زمان ومكان، والعزة الخالصة هي غاية المجتمع الواعد الناجح الذي يجـــتاز المحن ويعبرها إلى جنة الله.