إن كثيرا من الصراعات الاجتماعية التي نعانيها ترجع في جذورها الى التعسف والقسر في إقحام مشاريع غير واقعية لا تلامس حاجات الناس الحقيقية ولا تحقق فهم مشاركة ديموقراطية واقعية فاعلة، وإنما تفرض عليهم شرا، لذا فإننا نستطيع أن نقرر أن ما ينقصنا ليس مشروعا تحديثيا او تنويريا أو سياسيا وانما ما ينقصنا هو وجود حقيقي لواقع ديموقراطي، ولمشروع النهضة الاجتماعية الذي يحفز الطاقات ويشرك جميع القدرات الوطنية في البناء والتطوير، وإن انطلاق المجتمع من جديد لممارسة دوره الواعي لا ينجز بالجدل بل بقواعد نهضوية شاملة تزيل الكسل والعجز والأوهام.
إن النهــضة لما كانت ذات حركة ديناميـــكية فإنها تدخل في علاقة ســـببية شــرطية مع كل ما يمكن أن يحـــفزها ويعمق مبادئها وأركانها بحيث تزيل كل المعوقات وتحرك الرواكد، لتصبح ضمن مسارات تصاعدية دائمة وبتوازن دقيق.
إن روح النهضة في زوايا وجوانب الحياة سيوفر الكثير من الآثار والآفـــاق التي لو استثمرت بشكــل إيجابي، فإنها ستؤدي الى نتائج مبهرة على صعيد الفرد والمجتمع، وستخلف حركة راقية فاعلة في الفرد والمجتمع.
إن النهضة المتكاملة تكمن في خلق مراكز للتفكير ودراسة القرار وتفعيله، كما أنها تكمن في الاهتمام بتحقيق فعالية نهضوية داخلية تتمركز على التجديد كحالة متوازنة وهذا يجعلنا نتجاوز الكثير من العقبات، وبذلك نعثر على نقطة استكمال لدورتنا الحضارية التي تستوعب الجديد الإنساني وتـــحول المواطن الى كائن فعال في الحــياة.
إن النهضة تبرز لنا منظومة راسخة لإدارة الحياة وفقا لرؤية سياسية واجتماعية سليمة تجعل تفكيرنا وجهودنا مرصعة بالقيم النهضوية وآفاقها الاجتماعية والسياسية والديموقراطية.
إن السياسة الاجتماعية الواعية تحمي المجتمع من التدمير الذاتي السياسي ومن التطرف والتوحش وتساعد على النهضة الثقافية والتي تهدف الى معالجة كل أوجه النفاق الاجتماعية والتفكيك في أبعادها لكي لا نضيع بين هنا وهناك لأن هذا الضياع سيهدر الطاقات الإبداعية وستضيع الجهود ولن تحقق كثيرا في الواقع لذلك.
ولما كنا على مقربة من الانتخابات وهي جزء من مسيرة المجتمع الديموقراطي، ونظرا لما تشهده الساحة الاجتماعية من بضع ممارسات لا تحترم الديموقراطية الكويتية فإنه لا بد أن نركز على وحدة الوطن لا القبيلة ولا الطائفة ولا غيرهما، وعلى العدالة الاجتماعية كأساس ومرتكز حقيقي لنا لأن العدالة هي التي ستحفظ لأجيالنا خلود المواطنة واستمرارية الديموقراطية كنظام للحكم، وهذا يحفظ لنا مصيرنا كمجتمع مدني حقيقي.