هل كل معشوقة هي ليلى؟!
واذا كانت ليلى المعشوقة فهل كل قيس هو العاشق؟!
واذا سلمنا بأن قصة عشق قيس وليلى هي من اعظم واروع قصص العشق على الاطلاق!
فأي عشق هذا واي معشوقان هما؟!
في قراءة لقصة قيس وليلى يتضح لنا انهما ابنا عمومة ولدا معا وتربيا معا، ولم يفترقا حتى سن البلوغ؛ لأنه في هذه السن يقوم العرب بفصل البنات عن اقرانهم من الشباب، وهنا افترقا وان كان فراق على أمل اللقاء!
الى ان دخل قيس في المحظور وأنشد في ليلى الشعر الذي ذاع صيته بين العرب، مما اغضب والدها فقرر ان يزوجها لآخر، فقيس شهر بها ولن يكون جديرا بها، ومن عادات العرب أنذاك الا يتم تزويج العاشقين لما له من العار والفضيحة!
فتزوجت ليلى مرغمة ممن اختاره والدها، فصعق قيس وهام على وجهه في الصحاري لينشد فيها من الشعر اكثر مما قال!
فذاع صيتهما بين العرب وتناقلوا شعر قيس بمعشوقته ليلى، ليسجل قيس ملحمة عشق لم يعرفها التاريخ من قبله.
ويروى ان والد قيس ذهب به الى الحج، وقال له: تعلق بأستار الكعبة واسأل الله ينسيك عشق ليلى، فتعلق قيس بأستار الكعبة قائلا: اللهم زدني لليلى حبا وبها كلفا ولا تنسني ذكرها أبدا!
ويحكى ايضا أن قيس قد التقى بورد بن محمد العقيلي الثقفي زوج ليلى في يوم شات شديد البرودة وكان جالسا مع كبار قومه، حيث أوقدوا النار للتدفئة، فأنشده قيس قائلا:
بربك هل ضممت إليك ليلى
قبيل الصبح او قبلت فاها
وهل رفت عليك قرون ليلى
رفيف الاقحوانة في نداها
فقال ورد: أما إذ حلفتني فنعم.
فقبض قيس بكلتا يديه على النار ولم يتركها حتى سقط مغشيا عليه!
وعن وفاته يروى أن امرأة كانت تحمل له الطعام إلى الصحراء كل يوم وتتركه فإذا عادت في اليوم التالي لم تجد الطعام تعلم انه مازال حيا، وفي أحد الايام وجدته لم يمس الطعام فأبلغت أهله فذهبوا يبحثون عنه حتى وجدوه في وادٍ كثير الحصى، وقد توفي ووجدوا بيتين من الشعر عند رأسه خطهما بإصبعه هما:
توسد أحجار المهامة والقفر
ومات جريح القلب مندمل الصدر
فيا ليت هذا الحب يعشق مرة
فيعلم ما يلقى المحب من الهجر
وبوفاته سجلت نهاية اروع قصائد العشق وانتهت اقوى واعنف قصص العشق.
1/2 كلمة: قيس بكى معشوقته ليلى فأبكى العاشقين!
Law_Alsaidi@