نشرت صحيفة «الأهرام» المصرية الأسبوع الماضي كشفا طبيا حديثا للدكتور مجدي بدران وهو أن تناول المصريين لطبق الفول في طعامهم يجلب لهم السعادة والهناء ويساعدهم على تنظيم عملية النوم لأنه يزيد من هرمون السعادة «سيروتونين» كما أنه موصل عصبي يساعد على أن ينام المصري نوما هادئا خاليا من الكوابيس.
في الحقيقة أعرف من خلال دراستي أن أجدادنا الفراعنة قد برعوا في زراعة البقول بوجه عام، ولكن بعد قراءتي لهذا الكشف «الفولي» مسبب السعادة للمصريين كما تقول «الأهرام»، بحثت فوجدت أن الفول بالفعل هو أحد الأطعمة الشعبية منذ عهد الفراعنة وكان يعرف عندهم باسم «متمس» ثم حورت الكلمة بعد ذلك إلى «مدمس»، كما كانوا يطهونه ويسمونه «بيصورو» وهي نفسها «البيصارة» التي يعشقها عامة المصريين.
ورغم ذلك فإنني غير مقتنع أن طبق الفول الذي أراه وآكله منذ طفولتي وحتى الآن هو مصدر للسعادة، وإذا تخطيت عدم قناعتي بكشف «الأهرام الطبي» وافترضت جدلا أن الفول الذي يأكله جميع المصريين وزيرا كان أو غفيرا هو مصدر للسعادة والهناء، فلماذا يتعصب الناس في الشوارع على بعضهم البعض لأتفه الأسباب؟! لماذا يقتل الأخ أخاه أو الزوج زوجته؟! وهل نرى سمات السعادة على وجوه الموظفين في أماكن عملهم رغم أنهم صباح كل يوم لابد أن يأكلوا «طبق الفول»؟! مازلت غير مقتنع، لكنني سأستمر في أكل الفول!
[email protected]