اصبح البوعزيزي المنتحر حرقا ومطلق شرارة ثورة الياسمين التونسية والتي أدت الى عزل الرئيس زين العابدين بن علي، قدوة لبعض الناس في ارجاء الوطن العربي، يحاولون تقليده فيقومون بالاحتجاج على الاوضاع التي لا تعجبهم في بلدهم بإشعال النار في اجسادهم، وهو ما يدفعنا الى تساؤل مهم: هل كل من يقف امامه عائق او مشكلة مستعصية على الحل يستسهل الامر ويقوم بإحراق نفسه؟!
بالطبع لا، فليس كل من يسخط على حاضره او ييأس من مستقبله، يدفعه الشيطان الى ان يسكب الجاز على جسده ويضرم فيه النار، فكما قال تعالى (انه لا ييأس من روح الله الا القوم الكافرون)، وكل الشرائع السماوية التي نزلت من عند رب العالمين تحرم قتل الانسان لنفسه بأي صورة كانت، كما تحرم عليه قتل غيره.
واذا كان البوعزيزي تعرض لضغوط فاقت قدرته فلجأ الى حرق نفسه في لحظة يأس، فإننا ندعو الله، كما قال رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين د.يوسف القرضاوي، بأن يعفو عن هذا الشاب ويغفر له ويتجاوز عن فعلته التي خالف بها الشرع الذي ينهى عن قتل النفس، كما قال تعالى (ولا تقتلوا انفسكم ان الله كان بكم رحيما).
وفي نفس الوقت ندعو كل شاب وشابة الى مراعاة الله في أرواحهم واجسادهم وعدم إلقائها في التهلكة بالانتحار حرقا لاننا محاسبون عليها يوم القيامة، وعليهم بالصبر على المصائب والتجلد ومحاولة ايجاد الحلول لها بالتفكير العقلاني السليم والتوكل على الله.أحمد صبري[email protected]