مثير للدهشة أمر هؤلاء الذين يتحدثون باسم الأقباط المصريين، وكأنهم فعلا أوصياء علينا ويشعرونك انك تحت قيادتهم ومعهم صكوك الغفران، ولم يكن في خاطر أي مصري سواء كان مسيحيا او مسلما ان يجد نفسه امام أكذوبة أو أسطورة خيالية تحكي عن تقسيم مصر الى دويلات شرقا وغربا وجنوبا وشمالا.. وعلى الرغم من ان الاقباط في مصر لم يروجوا للحظة واحدة لفكرة «العيش المنفرد»، إلا أنه في يوم 10 يوليو الماضي اعلن عن تأسيس الدولة القبطية من قبل بعض نشطاء أقباط المهجر وعلى رأسهم المحامي ـ المنزوعة عنه الجنسية المصرية ـ موريس صادق وتم انتخاب د.عصمت زقلمة رئيسا للدولة القبطية، وصادق سكرتيرا تنفيذيا للدولة القبطية ونبيل بسادة أمينا عاما للدولة القبطية وم.ايليا باسيلي مفوضا عاما للتنسيق الدولي للدولة القبطية، وذلك كله دون الرجوع الى الأقباط أنفسهم الذين يعيشون في بلدهم الأم.
والعجيب والغريب أكثر وأكثر الإعلان عن قرار مجلس امناء الدولة القبطية المزعومة أول من امس بافتتاح 10 مكاتب قنصلية في بعض دول العالم لتكون نواة لسفارات هذه الدولة القبطية وهي واشنطن وباريس ومونتريال وسيدنى وسول وبون واورشليم وجوبا ولندن وجوهانسبيرغ.
طيب، هناك تساؤلات عديدة تحتاج إلى إجابة من هؤلاء الذين يريدون تقسيم مصر وتنفيذ هذا المخطط ليصبح التدخل الأجنبي في مصر حجة قوية لهذا الأمر.. لو تخيلنا أن الأقباط طالبوا بدولة مستقلة تقطع من أرض مصر فهل فكروا ما أنسب قطعة من أرض مصر تصلح لهم؟ وقبل هذا لماذا دولة قبطية؟ ولمصلحة من؟ هل طاوعتهم مصريتهم على تقطيع أوصال الوطن؟!
والأهم من ذلك كله: ما رد هؤلاء على رفض الكنيسة الأرثوذكسية والكنيسة الإنجيلية والكاثوليكية لهذه الدعوات؟ وما تعليق موريس صادق على رفض عدد كبير من أقباط المهجر أنفسهم لدولته الوهمية؟ وهو ما أكده م.عزت بولس، رئيس موقع الأقباط المتحدون، بسويسرا قائلا: ان ما يروجه موريس صادق مرفوض وغير منطقي ولا يتماشى مع الواقع الجغرافي الذي يعيشه الأقباط!
يا سيد موريس اسمع أنت وأتباعك مصر ستظل محروسة بأمر الله.. مصر باقية إلى يوم الدين ولن تتغير خريطتها والتي عرفها البشر من قبل 7 آلاف عام.. والذي لا يعجبه المحروسة.. ارض الكنانة.. فهي في غنى عنه وعن اتباعه.
[email protected]
masri77@twitter