«يا عم متسألنيش أنت هترشح مين؟ ولا تقولي خلاص هما شالوا العشر مرشحين.. سليمان والشاطر ولا أبوإسماعيل.. ولا استبعدوا شفيق ولا رجعوه.. أنا مش عارف أسماءهم أصلا.. هو في حد فاكرنا؟»، هكذا قال عم صلاح، عامل النظافة البسيط، وهو يتكلم مع صديقه الحاج سيد الذي يعمل حارسا لأحد المساجد.
بالفعل لقد بدأ عم صلاح ومَن على نفس مستواه من البسطاء في الشارع المصري يفقدون الأمل في أن يكون على خريطة التغيير السياسي مكان لهم.. فبسطاء مصر لا تعنيهم «حرية الفكر» او «حرية التعبير السياسي».. بسطاء مصر يبحثون فقط عن المسكن والعمل والعيشة الكريمة ليس أكثر.
هؤلاء لا يهمهم أن يفوز رئيس «إخواني» أو «يساري» أو حتى من «الفلول»، ولكن فقط ينتظرون من يتذكرهم، ويضعهم على خريطة الطريق لكي يشعروا بأنهم «أحياء».
هؤلاء البسطاء نجدهم في العشوائيات يسكنون في بيوت غير آدمية، عندما تسألهم عمن سيعطونه صوتهم في انتخابات الرئاسة، ستجدنهم يجيبون بسؤال «قولي مين فيهم هيخلينا بس نعيش وأنا هانتخبه»، فهم لا يعرفون كثيرا عن المرشحين، فقط يبحثون عمن يوفر لهم أقل الإمكانيات لكي «يعيشوا فقط».
فرد الحاج سيد قائلا: والله عندك حق يا صلاح يا أخويا أنا مش فارق عندي مين ييجي رئيس أنا عايز واحد «يعيّشني انا وولادي عيشة أقل من العادية لأننا ميتين، ويا ريته يخلّي المدرسين يشرحوا في المدرسة، عشان ابني يتعلم أنا مش قادر أديله دروس بره».
في هذه اللحظة دمعت عينا عم صلاح وقال بحزن: «يتقي ربنا فينا، ويعرف ان المرض بيكسر ويعجّز واحنا ولا عارفين نتعالج ولا نشتغل.. إحنا عايزين واحد حاسس بينا ومننا، يبقى ابن بلد، ويقدر اللي شقيان».
فقام الحاج سيد من مكانه واحتضن عم صلاح ومسح دموعه بيده وربت على كتفيه وقال: لا تقلق يا صلاح أنا متفائل خير إن شاء الله.. مصر تعبت قوي وربنا هيدينا رئيس يحس بينا، ويراعينا ويشغّل عيالنا، عشان نفيد مصر ونستفيد إحنا كمان، مش عشان يمص دمنا ويغتني هو.. وإلا هنبقى كأنك يا أبو زيد ما غزيت.. قول معايا يا صلاح: يا رب».
[email protected] - [email protected] - @masri77