على الرغم من السيل الهائل من كم المعلومات التي تتدفق عبر وسائل الاتصال التقليدية أو الحديثة تبقى بعض الوسائل الإعلامية ووكالات الأنباء المصدر الأول لصناعة الأخبار وفق منظومات إعلامية موثوقة.
وكالة الأنباء الكويتية (كونا) تعد إحدى تلك الوكالات الإعلامية التي استطاعت خلال سنوات عمرها أن تخترق كبرى وكالات الإعلام وان تضع لها مكانا مميزا بينها وتصنع مجدا إعلاميا موثوقا به تتساوى بل وتتجاوز تلك الوكالات المعتقة والتي تمتد الى مئات السنين.
لم تأت هذه الثقة بهذه المؤسسة الإعلامية الكويتية التي أكدت على ثقتها كبرى وكالات الأنباء والمؤسسات الإعلامية العالمية التي تتمتع بمصداقية عالية، الا ترجمة حقيقية لما يقوم به مسؤولوها وعلى رأسهم الشيخ مبارك الدعيج من جهود جبارة مدفوعة بكوادر مهنية واحترافية ومواكبة الوكالة لأحدث ما توصل اليه العلم من تطور وتحديث استطاعت من خلاله ان تحدث نقلة نوعية في عالم صناعة الأخبار ونقلها وفق مهنية عالية.
«كونا» او ما يحب ان يطلق عليها البعض صوت الكويت الإعلامي وخلال مسيرتها الإعلامية لاسيما إبان فترة الاحتلال العراقي للكويت تمكنت من مواكبة هذا الحدث الأليم من خارج أسوار الوطن لتنقل للعالم آنذاك وترصد ما جرى من غزو بربري طال مساحة الوطن وشرد أبناءه، وعملت في السنوات الأخيرة على اثراء العالم من انتاجها الغزير الذي قل مثيله في الوكالات العالمية الزميلة، فمن تلقي المعلومة الى صناعة الخبر الى اعداد الكتب والدوريات والاصدارات الخاصة التي رفدت المكتبات العالمية والعربية والكويتية على وجه الخصوص.
انجازات هذه المنصة الإعلامية الكويتية لم تتوقف على صناعة الأخبار وإصدار الكتب والمطبوعات الاخرى وإنما تعدتها الى لعب دور وطني ومسؤول تجاه الوطن وأبنائه والعمل على تكريس الوحدة الوطنية وتعزيز العلاقة المجتمعية بين ابناء المجتمع من جهة وبين ابناء الوطن وأسرة الحكم من جهة أخرى.
نحن هنا في بعض الكلمات لا نستطيع ان نوفيها حقها بما حققته من جهود وأعمال مختلفة، وإنما تأتي هذه السطور إضاءة على قدر من انتاجات هذه المؤسسة التي بات البعيد قبل القريب يشير لها بالبنان.
وبالتأكيد فإن هذه السمعة الطيبة التي يتملكها هذا الصرح الإعلامي لم تأت بالسهولة التي يتوقعها البعض وإنما جاءت نتيجة لإصرار رئيس مجلس ادارتها المدير العام الشيخ مبارك الدعيج الصباح على جعل هذه المؤسسة الإعلامية نبراسا تشع منه الكلمة على جغرافية العالم.