الزيارة التاريخية التي قام بها وزير الإعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان الحمود الى رام الله على رأس وفد كويتي لحضور افتتاح معرض فلسطين الدولي للكتاب تشكل نقلة نوعية في العلاقات العربية ـ العربية من جهة، والعلاقات الكويتية ـ الفلسطينية من جهة أخرى.
وعلى الرغم من ان العلاقات الكويتية ـ الفلسطينية عبر تاريخها الطويل باستثناء مرحلة التسعينيات وما شابها من منغصات، علاقات متميزة، حيث احتضنت الكويت قيادات منظمة التحرير الفلسطينية منذ نشأتها، فإن معظم القيادات الفلسطينية عاشت وترعرعت على ثرى هذه الأرض الطيبة، ووقف الى جانبها الشعب الكويتي الذي لم يدخر جهدا في مناصرة الاخوة الفلسطينيين منذ احتلال فلسطين - وجاءت هذه الزيارة لتؤكد من جديد ان الكويت تتسامى على الجراح وتنتهج سياسة حكيمة يشهد لها القاصي والداني.
زيارة وزير الاعلام ليست زيارة بروتوكولية عادية، وإنما تعتبر زيارة تاريخية لاسيما أنها تعد الزيارة الثانية لمسؤول كويتي لفلسطين بعد زيارة النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد نهاية عام 2014 الى فلسطين.
وعلى الرغم من ان هذه الجولة تأتي تلبية لدعوة الحكومة الفلسطينية للكويت لحضور افتتاح المعرض السالف الذكر فإن هذه الزيارة وبلا شك تأتي في إطار التحول التدريجي في الديبلوماسية الكويتية، لاسيما وأنها تأتي في أعقاب زيارة النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الى فلسطين أواخر عام 2014.
وحقيقة فإن ما يجري في المنطقة من متغيرات سياسية وثورات عربية على الانظمة وانكشاف تنظيمات جديدة هدفها زلزلة الكيان العربي وإحداث شرخ كبير في ثقافة المواطن العربي والمحاولة في خلق حالة جديدة من الثقافة المغلوطة كل ذلك يشكل دافعا تجاه دول المنطقة ومن بينها الكويت للبحث عن ديناميكية جديدة وإصلاحات جذرية في التعامل مع الأحداث والأزمات المستعصية للخروج من هذا النفق بأقل الخسائر مدفوعا بحلول ممكنة وسليمة.
زيارة الشيخ سلمان الحمود الصباح الى فلسطين ولقائه قيادات فلسطينية مسؤولة تؤكد من جديد ان النهج الكويتي في علاقاته مع القضايا العربية والدولية هو نهج متوازن وصريح يعكس رؤية قيادية معتقة، لاسيما أنها تأتي في التاريخ والزمن الصحيحين.