لا أعرف لماذا تذكرتُ مسلسل «طاش ما طاش» عندما قرأتُ أمس خبر توقيف هيئة أسواق المال لمتلاعبين بالأسهم عن التداول عن طريق حساباتهم أو حسابات غيرهم أو شركاتهم.
ولأن الشيء بالشيء يذكر غالبا، فيبدو ان ذاكرتي ربطت بين مسلسل «طاس ما طاس».. عفوا أقصد «طاش ما طاش» وبين توقيف المتلاعبين، ربما لأني «وقعتُ» من الضحك عندما قرأتُ أول مرة عن معنى «طاش ما طاش»، وهي لعبة صبيانية يتفق فيها ولدان أو أكثر على خض زجاجة مشروب غازي مغلقة، ثم يبدأ الشرط «طاش أو ما طاش» يعني إذا فتحت الزجاجة هل تفور (طاش) او لا تفور (ما طاش).
وسبحان الله، وكأن لعبة الولدين، عفوا اقصد الأولاد، هي نفس اللعبة بالبورصة الكويتية، إذ يبدأون بخض الأسهم ورفعها وتخفيضها، لكن شرطهم الوحيد الذين يروجونه للمتفرجين في بداية اللعبة ان الأسهم حتما «طاش»، وستنفجر ارتفاعا عاجلا أم آجلا.
ويبدأ الشباب يتابع اللعبة، وفعلا كل مرة «طاش» لأن الأولاد متفقون على اللعبة جيدا بينهم.
وطبعا الشباب المتفرجون يدوخون من سحر اللعبة المبهرة، فمع كل صعود أسهم هناك مكاسب مضاعفة، وهكذا حتى يدخل الشباب اللعبة معهم، فيرمون الأسهم عليهم، ثم يخرجون ويلعبون بأسهم أخرى وهكذا.
لكن الوضع «ما طاش» في المرة الاخيرة عندما جاء الأخ الأكبر (هيئة أسواق المال) ليقطع دابر لعبتهم، ويقول لهم «ما طاس».. «ما طاس أبدا».. و«لن يطوس بعد اليوم».
فلكل من طاس ويطوس وينوي ان يطيس (طيس طيس) مستقبلا، نُبَلغه ان الطيسان صعب بعد الآن، وعلى كل طائس ان يلتزم آداب اللعبة بلا شعوذة وسحر وخرابيطتشينو، وبدل أن تخض اسهم بو50 فلسا كل يوم، عليك ألا تخض شيئا بعد اليوم، ولك من الولدين، أقصد أولاد «طاس ما طاس» خير مثال، فقد قُطع دابرهم، وأصبحوا الآن بلا دابر، وليس أمامهم إلا خض البيبسي والميراندا في قهوة حنفي، ومشاهدة مسلسل «طاس..طاس..طاس ما طاس»!
boumeree@