تدخل البورصة الكويتية مرحلة جديدة مع فوز تحالف مجموعة الخرافي في المزايدة على 44% من رأسمال البورصة.
يعني ذلك ان التحالف، المكون من شركتي الاستثمارات الوطنية والأولى للاستثمار التابعتين لمجموعة الخرافي، وشركة ارزان المالية للتمويل والاستثمار التابعة لمجموعة البحر، اضافة الى المشغل العالمي بورصة اثينا، هو من سيقود البورصة في المرحلة المقبلة، على اعتبار ان هناك 50% من ملكية البورصة ستطرح للمواطنين في اكتتاب عام مرجحة بعد سنة، أما المتبقي وهو 6% فهي حصة الحكومة ممثلة في المؤسسة العامة التأمينات الاجتماعية.
لعل المؤشر المهم في خصخصة البورصة أنها تمت فعليا بعد نحو 8 سنوات من صدور قانون خاص بخصخصة البورصة، حيث تأخر تنفيذه بسبب التأجيل والتعديلات الكثيرة التي تمت عليه في البرلمان، لدرجة أن كثيرين يئسوا من تنفيذ ملف الخصخصة برمته، في البورصة كما في شركات حكومية أخرى مازالت تنتظر دورها للطرح للقطاع الخاص او للاكتتاب العام.
٭٭٭
أما المؤشر الأهم فهو عودة ثقة القطاع الخاص ممثلة في مجموعتي الخرافي والبحر في سوق الاسهم. هذا السوق الذي كاد يموت سنة بعد أخرى منذ الأزمة المالية.
وأن تأتي مجموعتان كبيرتان مثل الخرافي والبحر لتعيد إحياء البورصة، فهذه اشارة مهمة الى أن المجموعتين ترصدان فرصاً مهمة في هذا السوق.
وهذا الأمر أكده رئيس الاستثمارات الوطنية حمد العميري الذي علق على سعر 237 فلسا للسهم لشراء الحصة بأنه «يعد غير مجد حاليا وسط معدلات تداول ضعيفة»، لكنه أوضح: «لدينا خطة واضحة على مدى السنوات الخمس القادمة ترتكز على الارتقاء بمستوى التداولات في بورصة الكويت للوصول الى معدلات سيولة تحقق لنا العائد المربح».
تقنيا يعني هذا التصريح أن السيولة سترتفع مع الوقت، بحسب دراسة الشاري، وهو أمر غير مستبعد لأن كل المؤشرات في بورصة الكويت ترجح ذلك.
فهناك مئات الملايين دخلت مع ترقية البورصة لمؤشر فوتسي للاسواق الناشئة ومثلها ستدخل في حال الترقية المرتقبة لمؤشر MSCI. أضف إلى ذلك ان الشركات المدرجة نفسها نظفت دفاترها بعد 10 سنوات على الأزمة المالية، والبنوك دخلت مرحلة الديون المتعثرة الأدنى منذ الأزمة، وبعضها حقق أعلى الأرباح تاريخيا.
والمشكلة بالبورصة الكويتية حاليا إنها فاقدة الثقة والسيولة.
وعودة مجموعتي الخرافي والبحر للعب دور رئيسي في البورصة يدعم الثقة، يبقى هناك تحد لدعم السيولة ليتماشى مع توقعات التحالف الفائز.
لكن بالعودة للوراء، فإن وجود هاتين المجموعتين يعتبر مؤشرا مهما لعودة كبار اللاعبين في سوق الأسهم، خصوصا مع الجيل الثاني الشاب لعائلتي الخرافي والبحر الذي شهد أعتى أزمة مالية في السنوات الاخيرة وتعلم دروسا كثيرة من تعثر الشركات واعادة هيكلتها وقيامها، وهو الآن مهيأ لقيادة المرحلة الجديدة.
وهذا الجيل تتلمذ على أيدي الجيل الاول من المرحومين ناصر الخرافي وجاسم البحر اللذين كانا محركي سوق الاسهم ويملكان اكبر حصص فيه.
كما ان الجيل الثاني أثقل خبرته العملية مع الخبرة التعليمية، فعلى سبيل المثال، بدر الخرافي الذي يقود التحالف الفائز، من خريجي (London Business School)، حيث حصل على شهادة ماجستير ادارة الأعمال من كلية لندن لادارة الأعمال، وتمكن بسنوات قليلة من تطوير اعمال مجموعة زين ليقفز بربحيتها لمستويات لم تكن متوقعة نظرا لتراجع صناعة الاتصالات المتنقلة.
٭٭٭
لكن ماذا تعني كل هذه الحقائق للمستثمر او المساهم؟
لا شك انها مؤشرات تضاف للمؤشرات الايجابية المذكورة آنفا لمستقبل البورصة الكويتية. فمن ينوي الاستثمار للمدى البعيد، قد يكون الان الوقت المناسب لبناء مركز مالي، لكن عليه أيضا أن يختار السهم الصحيح ذا المخاطر المحسوبة في حال أراد الاستقرار في هذا السهم على مدار السنوات المقبلة.