@boumeree
[email protected]
أدرجت امس شركة اوبر في بورصة نيوريوك بعد 10 سنوات على تأسيس الشركة التي أحدثت تغييرا جذريا في عالم الاقتصاد، وخلقت مفهوم الاقتصاد التشاركي الذي فتح أبواب الثروة والفرص الوظيفية لملايين البشر.
تقييم «اوبر» في السوق جاء اقل من التوقعات التي وصلت الى 100 مليار دولار، ليستقر التقييم عند 76 مليار دولار. وتداول السهم اقل من 45 دولارا، وهو السعر الذي جرى على أساسه الاكتتاب الذي نظم قبل يوم من الإدراج. واغلق السهم هابطا 6.6% في البورصة، لكن هذا الوضع يعتبر استثنائيا اذ تمر الأسواق بأسبوع دام هو الأسوأ في البورصات الأميركية بعد ان اعلنت الولايات المتحدة الأميركية الحرب التجارية مع الصين وفرضت على بضائعها رسوما جمركية بنسبة 25% مقارنة بـ 10% في السابق.
ويعتبر ادراج «اوبر» مؤشرا للرالي في الأسواق الأميركية حيث تشهد هذه البورصات إدراجات سريعة منذ بداية السنة، وارتفاعات متواصلة، زادت شرارتها في العام الماضي مع تخفيض ادراة ترامب للضرائب على الشركات الأميركية من 35% الى 21%.
وكل التخوف اليوم من ان يؤثر إدراج «أوبر» على الإدراجات اللاحقة في السوق، وان تنتهي الحفلة وتدخل البورصات في منحنى نزولي. وفي الولايات المتحدة هناك قناعة لدى كثيرين بأن ما يجري اليوم في «وول ستريت» يعبر عن وجود فرص حقيقية في الشركات التكنولوجية على عكس الوضع السابق في فقاعة الانترنت قبل 19 عاما، عندما كانت معظم الشركات مجرد افكار ومشاريع من الصعب تنفيذها. لكن في الجانب الآخر، هناك من يرى ان التقييم له أسسه وقواعده، وان هناك مبالغة في تسعير الشركات في السوق، وان ما يضخ من مليارات في جولات جمع الأموال مبني على مراهنات ليست بالضرورة ستصيب في نهاية المطاف. ومشكلة شركات التكنولوجيا الآن ان معظمها خاسرة، لذا فإن التقييم فيها يحتمل جدلا واسعا، وان هناك تقليدا للأفكار ومنافسة شرسة، قد تنتهي بسقوط الجميع.
ومن الأمثلة على ذلك «اوبر» التي كانت تنافسها «كريم» في الشرق الأوسط، فقررت الاستحواذ عليها، وتنافسها الآن شركة «بولت» في أوروبا وأفريقيا، وهذه الشركة تتوسع بسرعة وتنافس في السعر، ومدعومة من الصين.
وهناك قائمة الآن من الشركات التي تنتظر الادراج، ومعظمها شركات يونيكورن، او الشركات المقيمة فوق المليار دولار. وتخلق هذه الشركات ثروات سريعة لمؤسسيها والموظفين والمستثمرين الأوائل فيها، لدرجة أن مصطلح المليارديرية الجدد أصبح شائعا في السيليكون فالي، حيث يصعد كل يوم نجم جديد وينضم الى نادي المليارديرية، بشكل يذكر بما جرى في ازمة 2007.
وكانت الأسواق الأميركية شهدت في منتصف ابريل الماضي ادراج شركتي «زووم» (Zoom) و«بينترست» (Pinterest)، حيث قيمت الشركتان بحوالي 16 مليار دولار و13 مليار دولار تباعا. وتتميز «زووم» عن غيرها انها شركة رابحة. وهناك قائمة من شركات اليونيكورن التي تنتظر دورها للإدراج هذه السنة، ابرزها ادراج شركة «ايربي أن بي»، وهي شركة تعمل ضمن أسس «الاقتصاد التشاركي» في الضيافة والفنادق، وتقدر تقييمات Airbnb بنحو 30 مليار دولار. وهناك أيضا شركة (WeWork) وهو تطبيق يعتمد مفهوم الاقتصاد التشاركي ايضا، بحيث يتيح مشاركة مساحات مكتبية، وتقدر القيمة المتوقعة للشركة بـ40 مليار دولار. وفي السياق نفسه، هناك شركة (Palantir Technologies) وهي واحدة من أهم شركات تحليل البيانات الضخمة الأميركية ويتوقع أن تصل قيمتها إلى 40 مليار دولار. وهناك «slack» وهو موقع وتطبيق يجمع مجموعات من الطلاب أو المستثمرين ويبلغ تقييمه المرجح عند 10 مليارات دولار. ومن الشركات المنتظرة أيضا «روبن هود» (Robinhood) وهو تطبيق لتجارة الأسهم الإلكترونية، وتقييمه مرجح عند 5.5 مليارات دولار. وفي القائمة أيضا شركة بوستمايتس (Postmates) وهي تطبيق شبيه بـ «أوبر إيت» (Uber Eat) وتقييمه عند 1.2 مليار دولار.