أفكار كثيرة لمشاريع نوعية تنتظر نقلها من الأسواق الأميركية والأوروبية، مازال هناك تركيز في الكويت على مشاريع تقليدية في العقار والاسهم وبعض المشاريع الصغيرة التي تحتاج جهدا كبيرا، بينما هناك افكار بسيطة يمكن تحويلها الى مشاريع ناجحة وبعوائد كبيرة وبرأسمال غير مبالغ فيه.
من هذه الأفكار ما انتشر اخيرا في الاسواق الاميركية والأوروبية عن شركات لتأجير الدراجات الهوائية والكهربائية والسكوتر، ويمكن ان تكون فكرة تأجير هذه الدراجات ممكنة، على ان يكون مقرها في الكويت بداية في مرحلة التأسيس، ثم تتوسع لتعمل خليجيا وعربيا، حيث هناك إمكانية لأن يستفاد منها في دول سياحية مثل سلطنة عمان والإمارات والأردن ومصر ولبنان والمغرب وغيرها.
فكرة هذه الدراجات بسيطة تقضي بتنزيل تطبيق الشركة على الموبايل، وربطه بحساب مصرفي ورقم الهاتف، وتسمح خاصية GPS في التطبيق بالبحث على اقرب دراجة في الطريق.
بعد ايجاد الدراجة، ترسل الشركة كودا خاصا يسمح بفتح القفل الموجود على احدى عجلتي الدراجة، ثم يتم استخدامها بحسب الباقة المختارة (ساعة او اكثر)، على ان يتركها السائق في الطريق بعد انتهاء من الاستخدام.
وهذه المرونة دفعت الجيل الجديد من الشباب والسياح الى تفضيل وسيلة النقل الممتعة هذه على الطرق التقليدية في التجول داخل المدن مثل السيارة والباصات، كما ان الدراجة الكهربائية سهلت المهمة في المدن ذات الطرق المليئة بالتلال وبالمنحدرات، لأنها لا تحتاج جهدا كبيرا من السائق، علما انها ليست حالة الدول الخليجية ذات الأرضية المسطحة إجمالا.
وبالنسبة لمخاطر السرقة او التلف، فقد لعب الربط مع البطاقات الائتمانية والتأمين على الدراجة دورا في ايجاد السارق او التالف (علما ان سعرها ليس كبيرا كوحدة). واذا كان هناك خوف من سرقتها بالكامل في الطريق مع قفلها، فهناك من حل هذه المشكلة بضرورة إعادتها الى مكان خاص آمن لركنها.
والميزة في هذه السوق الجديدة انها غير مستغلة على نطاق عريض في الخليج والعالم العربي، وهي فرصة لمن يريد ان يستغل هذه الفجوة بين العرض والطلب.
والطلب هنا موجود نظرا للتحول لدى جيل الشباب في البحث عن طرق بالتنقل مختلفة في وقت لا يملك او يريد الجميع ان يقتني دراجة خاصة في بيته او ينقلها من مكان لآخر، وإنما لديه حاجة لساعة واحدة من التنزه او الرياضة بدراجة من دون حمل عبء حملها بسيارته وأخذها للمنزل.
وهناك كثيرون اعجبوا بما فعلته شركة كريم التي اخذت المبادرة في نقل فكرة «أوبر» للاقتصاد التشاركي الى العالم العربي، ثم استحوذت الاخيرة عليها بـ 3 مليارات دولار! والآن «أوبر» ومنافستها «ليفت» دخلا قطاع تأجير الدراجات والسكوتر باعتباره التوجه الجديد في الاقتصاد التشاركي.
وهناك عشرات الشركات في الاسواق الأوروبية والاميركية في تأجير الدراجات والسكوتر، وقد تكون الكثير منها تريد الدخول الى العالم العربي لكنها تحتاج مشاركين عرب لإعطائهم الرخصة والخبرة التكنولوجية وغيرها.
وما على الشباب الباحث عن فرصة مختلفة، الا أن يتواصل مع هذه الشركات لمعرفة مدى حاجتها لدخول الاسواق العربية الناشئة، وكيفية العمل معها على انشاء شركة.
كما من اللافت حاليا ان الحكومات العربية مقتنعة بضرورة تأمين مناطق رياضية واجواء تساعد الناس على ممارسة الرياضة، وتخفيض استخدام السيارات، وقد تكون فرصة لإقناع وزارات معنية بالصحة والبيئة في تسهيل مهمة شركة جديدة بقطاع تأجير الدراجات، وربما الاستثمار في المشروع بطريقة أو بأخرى.
@boumeree
[email protected]