عطلة الأعياد هي مناسبة ممتازة للموظفين للاعمال والاقتصاد. فالاقتصاد يعول دائما على العطل لأن الناس تتحفز للاستهلاك بدافع الفرح وشعورها بالراحة، فتتجه تلقائيا الى الإنفاق بشكل اكبر.
في علم الاقتصاد هناك دائما علاقة بين السعادة والإنفاق، وكلما كان الشخص سعيدا، أنفق اكثر، والعكس صحيح.
لذا أصبح مؤشر السعادة مهما لفهم سيكولوجية الشعوب وحجم الإنفاق لديها.
وأصبحت معظم ادارات التسويق تنتظر الأعياد كفرصة للترويج لعروضها ومنتجاتها، وربطها بأيام العيد تحديدا.
والهدف من ذلك هو حث الناس على الاستفادة من فرصة ذهبية، ربما لن تكون بعد العيد، مع ان الواقع ليس كذلك، بل ربما ترتفع الاسعار في هذه الفترة لأن هناك قناعة لدى المسوقين ان الناس ستنفق اكثر في الأعياد لأنها ببساطة سعيدة أو مشاعرها إيجابية.
وهذا يحدث في كل الاسواق العالمية، ولنا من أعياد الميلاد ورأس السنة نموذجا.
وبدأت شركات عالمية تهتم بالحصول على تاريخ ميلاد الشخص لترسل له عرضا خاصا بهذه المناسبة السعيدة، وكلما كانت بيانات الشركة مليئة بهذه الأعياد، مثل عيد الميلاد او عيد الزواج، كان بإمكانها البيع والتسويق بشكل اكبر.
وهناك شركات أخرى بدأت تخلق أياما كأنها أعياد خاصة لمشتركيها، وتحاول إعلامهم ان هذا اليوم هو فرصة لكم لأنكم مميزون لدينا.
هذا فعلته مثلا «أمازون» التي ابتدعت فكرة Amazon prime day، وهو يوم تخفض فيه أسعار المنتجات والبضائع بنسب قياسية، وهو موجه لمشتركي «أمازون»، والغرض منه أيضا تحفيز غير المشتركين ليصبحوا مشتركين ويستفيدوا من فرص تاريخية بالحصول على بضائع ومنتجات بأسعار مخفضة في يوم من السنة.
لكن من ناحية أخرى، الأعياد مفيدة للناس التي تعمل أيضا. فالراحة لفترة الأعياد والانفصال عن الإرهاق والروتين اليومي في العمل هو أمر محفز للعقل لإعادة ترتيب أولوياته.
وهناك شركات تفرض على الموظفين الحصول على راحة أو اجازة لمدة أسبوعين بحد أدنى، وحتى شركات التأمين بدأت تطلب هذا الأمر لتجديد عقدها مع الشركة.
لأن العمل المتواصل من دون راحة يؤدي الى زيادة الأمراض والمشاكل الصحية، وبالتالي هناك فاتورة اكبر للتمريض والاستشفاء ستدفعها شركات التأمين للمستشفيات ودور العلاج.
لذا فإن الدورة الاقتصادية أصبحت تنظر بشكل مختلف للراحة والأعياد، ولذلك هناك شركات عدة تسمح بالعمل من المنزل في يوم من الاسبوع، إضافة الى يومي عطلة نهاية الاسبوع، أي فعليا الموظف يعمل 4 أيام مقابل 3 أيام في منزله.
وكل هذه الميزات تحفز على زيادة الإنتاجية والولاء للشركة وليس العكس كما كانت تعتقد النظريات التقليدية.
والولاء أمر مهم لاستقرار الشركات، والموظف الذي يشعر بالراحة في شركة ما، من الصعب ان يتركها في حال حصوله على عرض من شركة اخرى.
وهناك طقوس مختلفة لكل شخص في الاستفادة من أيام العطل في الأعياد وغيرها، لكن هناك بعض العادات الجيدة التي يمكن للشخص ان يغذي فيها عقله في الاجازة كقراءة كتاب مثلا، الذي ينصح به دائما لتحفيز العقل والتفكير بشكل مختلف.
او من الممكن ممارسة رياضة جديدة مثل اليوغا على سبيل المثال التي تحفز العقل والجسد معا وتعطي شعورا نفسيا مريحا، وعندما يعود الشخص من إجازته يكون قد اكتسب مهارة جديدة وطريقة افضل لترتيب حياته العملية والنفسية والجسدية.
boumeree@
[email protected]