تخيلوا لو تبادلنا الأدوار وتبادلنا الشخصيات فيما بيننا، لكي أشرح فكرتي بطريقة يسهل على الجميع فهمها، تخيلوا لو أن الأوجه والهيئات بقيت على حالها، لكن الألسنة تبدلت بين الحضور.
تحضر أحد المجالس أو قاعات الاجتماعات، تجد فيها كلا من أحمد وسعيد وعبدالله وغيرهم من الناس والحضور، يتحدث سعيد بلسان عبدالله، وأحمد بلسان سعيد، أما عبدالله فيتحدث بلسان حاله.
ما هو حال البقية إذا كانت تعلم أن الألسنة قد تبدلت فيما بينهم؟ وماذا ستكون ردات فعلهم وتفاعلهم فيما يسمعون، هل سيقيمون الحديث أم المتحدث؟
أتوقع في هذه الحالة سيقيمون الحديث كون المتحدث مجهولا بالنسبة لهم، نتيجة لما حصل في بداية المقال، حين اتفقنا أن الهيئات ستبقى وتتبدل الألسنة.
لن ينظروا لهوية المتكلم ولا إلى منصبه وجيبه، بل إلى كلماته فقط، هذا السيناريو لن يحدث أبدا كما نعلم، سنظل نربط الصوت بالصورة، بغض النظر عن النتيجة التي غالبا ما تأتي على حساب أحدهم، سيكون الناتج بعد العملية الحسابية يساوي المصلحة الشخصية «للأسف».
لكن بلا شك سيأتي ذلك اليوم الذي تتمنون فيه حصول ذلك، حين تقف في صفكم كلماتكم وتخونكم هيئاتكم، حين ترفض حروفكم وكل ذنبها بأنها خرجت من ألسنتكم التي لا تصمت، ولا تتعلم أنها مهما قالت فسيبدو بلا قيمة.
أما هؤلاء الذين يكررون ما قيل لهم أو الذين لا ينطقون فلن يشعروا بالفارق ولن يتمنوا تلك الأماني، فهنيئا لكم ودمتم صامتين.