لطالما أسرني ذلك المشهد بجميع حالاته ثابتا أو متحركا، منظر لا تصدقه العيون وتخالطه الظنون، تشكك في صحته. تداولته البرامج الثقافية وأفلام الخيال العــلمي بكثرة.
يحبس الأنفاس ويعطل الأجفان عن الحركة، جسم كروي تقريبا لونه مائل إلى الزرقة يعكر ذلك اللون قطع بنية أو صفراء اللون، أحسد من هو وراء الكاميرا والكادر المشارك في التقاط أو مونتاج هذا المشهد الساحر.
حلمت بالسفر والهبوط على سطح قمرنا الجميل لأن فشل الانطلاقة واحتراق المركبة الفضائية بمن فيها وارد جدا.
الذي لا يبعد الكثير حوالي النصف مليون كيلومتر، يستغرق الوصول إليه أياما معدودات لأشاهد هذا المنظر، كوكبنا الأزرق الذي تبخرت نسبة كبيرة من مياهه.
لكن ماذا سأفعل بعد الوصول على سطح القمر بعد الساعة الأولى أو الثانية أو حتى بعد يوم أو يومين؟ غير الجلوس والتحديق والكثير من التحديق صوب الأرض والتجول والمشي بدون جاذبية على كثبان وصخور القمر وأخذ بعض العينات للدراسة أو للذكرى. حسب توقعاتي لن يتغير المشهد كثيرا.
شعرت بالملل مـــن الآن وأنا مازلت على سطح الأرض، لكن هـــل الجاذبية وراء ذلك؟ التي تجعل كوكبنا مميزا وجذابا؟ علمـــيا جاذبــية الأرض حـــوالي 6 أضعاف جـاذبية القمر.
ربما الألوان أيضا هي السبب وراء ذلك والعلاقة الطردية بين الاستمتاع وتعدد الألوان، وقد تصبح الأرض أكثر مللا حينما تقل تلك الألوان الزاهية، كما نشر أحد البرامج العلمية صورة لكوكبنا في سنة 2066 وقد شحت محيطاته وأنهاره وتحولت الألوان العديدة إلى لون واحد حينها قد يهاجر الجميع ويبحثون عن كوكب آخر أو قمر قريب.
لكن ستظل التجربة ممتعة بحد ذاتها مهما كانت النتائج، ومازلت ارغب في الذهاب إلى هناك، يا ترى كم من الأميال يجب علي أن اجمع كي أكسب رحلة العمر وأطير بعيدا إلى القمر الجميل.