تعارك مع أخيه الأصغر وارتفعت أصواتهما عاليا، الكل يسعى إلى إثبات وجهة نظره بقوة قد يكون لا داعي أوحاجة إليها، لكن هذا ما حصل. تحول النقاش الذي بدأ في الموضوع وتحول الى الواضع والطارح، تشخصنت القصة، وهذه النتيجة، والتحول ليس بجديد، للأسف يتكرر هذا السيناريو مع الكثيرين منا.
خرج الأخ الأكبر من المنزل غضبان أسفا، لم يستطع المكوث أكثر فقد أثاره النقاش وأفقده أعصابه، وكلاهما يرى أنه كان على حق.
ركب سيارته ضغط على زر التشغيل بدأ يحدث نفسه ويعيد عبارات دارت بينهما، ينسخها كما قالها أخوه ويكرر العبارات التي قالها هو أثناء حوارهما ليراجع ردوده لعله يجد الخطأ فيما قال، لكنه يرى ما قاله وفعله هو الصواب بعينه، وبالتأكيد هناك نفس الحوار لدى الطرف الثاني كما يتمنى ويرجو أي مع أخيه الذي يصغره سنا لأن عدم حدوث ذلك دل على استهتاره وعدم مراعاته لشعور أخيه العزيز.
بينما هو كذلك فقد سيطرته على مركبته واصطدم بشاحنة كانت تقف على جانب الطريق وانحرفت مركبته لتستقر بعدما تدهورت وتدهور سائقها معها.
وصل الخبر إلى أهله بينما علم الأخ الأصغر متأخرا، الجميع تأثر وحزن على حالته الصحية إلا الأخير الذي قال انه ما حصل له نتيجة خطئه وظلمه له.
يا إلهي ماذا أسمع؟! ألم يعلم أن ما أصابه قد يكون بسببه ألا يظن أن نقاشهما هذا أثاره وأفقده زمام الأمور بغض النظر عن صاحب الحق، قد لا يعلم أن ما حصل كان من وراء رأسه الصغير.
ما ذكرت لكم هو سيناريو يتكرر بصورة أو بأخرى، أريد أن أقول باختصار: إن الإنسان غريب يحب الانتصار ولو على حساب نفسه، يعميه الغرور والعناد الذي يدفع ثمنه بشكل مباشر قبل أي كائن آخر.
تأكد أن الصورة لا تأتي ولن تراها كاملة، لذا إذا أردت أن تتكهن فافعل ذلك دون أن تنسى أن تدع مكانا للظن الحسن.
@balhamar494