صورة وجدتها في أماكن متفرقة، هي بشكل صورة لكنها مصيدة، نجحت في التقاط الكثير منهم وبتكاليف بسيطة تكاد لا تذكر، مكوناتها منظر يحاكي الطبيعة لمجموعة من نفس الفصيلة والقليل من الغراء، وقضي الأمر.
تفي بالغرض، تغري أبناء عشيرتها بذلك المنظر الذي يوحي إلى التآلف والتناغم والهدوء، تأتي تلك الذبابة الطائرة التي تعودت على الطيران والحرية وتقع في تلك المصيدة، تقف في مكانها بلا حراك وقد خسرت كل شيء، تظل في مكانها حتى تتحول إلى تمثال بلا حياة وروح.
جذبني هذا المنظر وتلك المصيدة «والتي هي عبارة عن صورة لمجموعة من الذباب على ورق مقوى، مطلي بالغراء» التي جعلت الذبابة تضحي بأغلى ما تملك «حريتها» وحياتها، كما يفعل الكثير الذين أغرتهم المجموعات والتجمعات التي كانت توحي بكل مظاهر الألفة والتشابه والتفاهم.
تنتظر قدومك واقترابك ممهدة لك كل السبل حتى تقع في الفخ، وتكتشف غلطتك الثقيلة غالبا بعد فوات الأوان. حالك لن يكون أحسن من تلك الذبابة بل أسوأ وبمراحل متقدمة.
لم أكن أنظر لسحر المجموعة وقوتها في جذب الكائنات الحية مع اختلاف فصائلها وأنواعها، لا أستطيع الجزم بنهاية الانخراط في إحدى هذه المجموعات، لكن يتوجب علينا دائما الحذر والحيطة من أي علامات قد تثير الشك والريبة وكما يجب أخذ القرارات الحاسمة والابتعاد فورا دون تردد إذا ظهرت علام] إلى السطح التي طالما يحاربون ويعلقون بها الأثقال لتبقى في القعر المظلم.
لو انتظرت الذبابة لعدة ثوان فقط لرأت أن رفيقاتها يقفن بلا حراك، وقفة الأصنام ولو انتظرت أكثر لعلمت أنه فخ.