ذرات صغيرة جدا سريعة الحركة تخرج من النار الملتهبة وغالبا ما تسقط بعيدا عن موقع الشعلة الأم وسرعان ما تبرد وتنطفئ وتختفتي، ولكن....
بالرغم من صغر حجمها وتفاهتها إلا أنها خطيرة وتأثيرها عظيم، قد تشعل شرارة صغيرة بيوتا وناطحات سحاب شقت بعلوها السحاب، تأكل الأخضر واليابس تحوله الى ركام، تمحي معالمه ولا تبقي منه شيئا.
لماذا الشرر؟ وما الذي دفعني إلى ذكر هذه الذرة؟ بكل بساطة نقاشاتي وحواراتي اليومية، بغض النظر عن المكان والعلاقة والموضوع، أثناء تبادل هذه الكلمات تخرج تلك الشرارة، يرميها قاصدا أحيانا وتطير هاربة إلى الطرف الآخر دون قصد، حالها حال الذرة النارية التي تطير وتسقط ثم تنطفي بهدوء.
لا تعنيني تلك الذرة لأنها انطفأت واختفت، ما يشغل بالي تلك الشرارة التي سقطت على الهشيم المتيبس واشعلته واشعلت ما حوله وتحولت إلى نار هائجة تأكل كل ما يقع في طريقها.
يحسبون ان شراراتهم طارت وانطفأت او هذا ما يتمنونه، عندما ترميها لا تحسب أنها ستقع بمزاجك.. لا تعلم أين تقع؟ لكن توقع واحسب جميع الاحتمالات.
يظن البعض انه قد يتوقع ردة الفعل، لكن تأتي الرياح التي تحمل الشرارة إلى أبعد مما تظن وتفاجأ بأن هذه الذرة هاجت واهتزت وصارت نارا كبيرة لن تخمدها كلمات الاعتذار.