على كثر ما رأينا في أوقاتنا هذه وزماننا الذي مر أمام أعيننا بسرعة البرق، وعلى حجم ما سمعنا وعايشنا من قصص وحكايات كان الكرم في كفة المؤلم والمحزن منها، والبخل في الجانب المفرح والمبهج.
تكررت تلك المشاهد «كفة الكرم» لدرجة انه صاحب ذلك التكرار الإحباط والحزن والألم، بل جعل تلك الصفات مقترنة ومرتبطة في شخصياتنا وحياتنا، لا أرغب في أن أظهر بمنظر الإنسان السلبي المليء بالسواد، فهناك جانب ابيض ناصع البياض في هذا الزمن الجميل، فلقد علمتنا هذه المشاهد وساعدتنا على تجاوز الصعاب والمواقف المقلقة الثقيلة.
الخيانة... أحد هذه الأمثلة، في الماضي كان التعامل مع هذا الموقف صعبا جدا، ضرر نفسي بالغ، محاولات انتحار ونحر، وغيرها من ردود الأفعال المخيفة لما تحمله الخيانة مع معانٍ فظيعة وآثار جسيمة. كان سماع هذه الكلمة وحدها قادر على هز مشاعر من سمعها، تجعله متعاطفا ومؤيدا للمغدور به مهما كان دوره في ذلك الفعل.
تغيرت ردود الأفعال والتصرفات تلك لأفعال مخففة أقل حدة تناسب وقتنا وزمننا السريع، السريع في كل شيء، فلم يعد هناك وقت للضيق والهم والتفكير المخيب والمحبط.
الكل مستعد وراغب في تكملة مسيرة حياته لا ينتهي من قصة أو تجربة حتى ينطلق إلى التالي «Next»، أطلق الكثير واقرنوا الجمال بالزمن القديم «الماضي»، لكن في زماننا هذا جمال وإيجابيات وهذه احداها.