كلما كتبت كلمة أخذني الخيال، لأراك على ظهر المسرح الكبير بين جمهورك العاشقين المعشوقين، صامتين كاتمين الأنفاس لا يريدون أن يفقدون حرفا من حروفك حتى ينتهي المقطع أو البيت الأول الذي حفظوه عن ظهر قلب حتى يرددونه مع بعدك.
صممت أبياتي على مقاس حنجرتك الخبيرة، وبارتفاع شفايفك المتذوقة، وعلى مقاس طلتك الساحرة. كلمات مبهجة مفرحة كابتسامتك، حزينة وكئيبة كـ «بدلك» السوداء في اللون والمقاس فقد كانت متقنة التفاصيل، أنيقة كـ«كلك على بعضك حلو».
لا أراني يغنيها غيرك من القامات، أنت يا كاظم يا ساهر، وكيف يطربنا به آخر وقد شهدت أغانيك على كل سطر ومقطع وكلمة وحرف، حتى طيفك كان معي يوافقني ويدندن معي الأبيات، قصيدة لك يا ساهر الكاظم.
تمنيت أن الأبيات تطول ليطول بقاؤك على مسرحنا الخشبي ويبقى معي فقد ألفت عليك وتعودت لكن سأنتظر حتى لقائنا القادم مع قصيدة أخرى أجمل بعد ما أتقنت و«دوزنت» مقاساتك الأخيرة في قصيدتي. كانت هذه مقدمة لقصيدة كتبتها الشاعرة سمية الدليمي بعنوان «عتب» للفنان العراقي كاظم الساهر تقول فيها:
لي عتب صغير عليك،
يا فاتنة اقتصت النجوم لمعانها من عينيك..
لي عتب على سنين ضاعت سدى،
بانتظار أقدار تقربني خطوة إليك..
لي عتب على مواعيد لن تأتي،
ونظرات تفضح أشواقا لن تحكي..
لي عتب يا فاتنتي على رسائل،
تستجدي عناوين عشاق،
وعلى أعتاب ذكراهم تبكي..
لي عتب على أوطان،
اغتالت أحلام شعوبها،
وما عادت غير أطلال حب تؤوي..
لي عتب على قلبي الثاكل،
خلا ما عاد وصاله يجدي..