الابتسامة في وجه نفسك في المرآة جميلة ومبهجة، فما بالك عندما تكون في وجوه من هم حولك، خصوصا تلك التي تكون نابعة من القلب بعيدا عن الحسابات والمآرب.
لكن وقتنا هذا غريب، وقت تحسب فيه أتفه الأمور «calculations» وقت الأرقام والمعادلات من الدرجة الأولى والثانية وغيرهما، قليلا من تجد في قاموسه بـ «بلاش» حتى السلام وإلقاء التحية ومقياس الابتسامة دخل ضمن هذه المجموعة.
رصيدك + منصبك + علاقتك مع المدير = ض * ح، حيث (ض) يساوي عدد الأسنان التي سوف ترى النور «ضروسه»، أما (ح) فهي الحرارة والحفاوة المصاحبة لابتسامته المزيفة، كأسنانهم المصطنعة المطلية بطبقة من البياض.
إذا لم تكن تحمل إحدى تلك المميزات في المعادلة، فعوضك على الله، لن ترى سوى تلك الشفاه المتلاصقة الجافة الخالية من الود والرحمة، أما إذا امتلكت رصيدا بنكيا «يرفع الراس» مثلا، فأؤكد لك أنك سترى أسنانه، وأما إذا حظيت بكل متغيرات المعادلة، رصيد بنكي يشد به الظهر ومنصب رفيع، وعلاقات الأبواب المفتوحة، فسترى جميع أسنانه حتى المطحنة الأخيرة بلا شك.
أما بالنسبة لي، فأنا لا أرغب في رؤية أسنان هؤلاء ولا حتى وجوههم التي هي عبارة عن قناع أراه واضحا جليا، للأسف الكثير ينخدع ويكتشف ذلك لكن بعد فوات الأوان أو بعد فقدانه أو امتلاكه لأحد تلك المقومات في معادلتنا.