كيف أستطيع النظر في المرآة؟ كيف تنظر عيناي في انعكاس عيناي؟ أنظر بخجل لأرى ملامحي فقط، أعرف أنه خيالي المنعكس على السطح الفضي اللامع.
أرى شخصا آخر، أرى مذنبا ومخطئا، الأمر الأكثر صعوبة هو كيف أستطيع نشر هذا الكلام، هل أمتلك الجرأة؟ إنه أمر بالغ الصعوبة، نتهرب من مواجهة أنفسنا في السر بين سائر الجسد والضمير، فكيف هو الحال أمام العلن؟!
أريد أن أنزع المرايا أو القيام بتغطيتها كي لا أرى شخصي منكسرا مهزوما وقد غلبتني النفس الأمارة، كما فعل دوريان جري عندما أخفى رسمته بعد ما ألقى عليها تلك التعويذة، على الرغم من صلابة هذا السطح العاكس إلا أنها تملك إحساسا قويا، تشعر بأنها كائن حي فيه روح يكلمك أحيانا ويخاطبك.
مهما بلغ مقدار ذلك الخطأ، لابد من أن تغير نظرتك إلى شخصك وذاتك. لا تحتاج إلى مرآة لأنك تشعر بذلك تلقائيا. نبرة صوتك تتغير، وقع خطواتك تصبح مختلفة، ثقتك بنفسك التي كانت في عنان السماء هبطت بين قدميك.
الوقت دائما ما يتكفل بكل شيء وينسيك ذنبك، تختفي هذه الأعراض وتعود طبيعيا كما كنت، وهأنذا أبحث عن المرآة مجددا قبل خروجي، كي ألقي نظرة خاطفة على أناقتي «Look» وقد زالت جميع تلك الأعراض.