الثقة في الذات صفة ومطلب ملح أحيانا للبعض منا خصوصا الذين يتميزون ويمتلكون كل الإمكانات وينقصهم الثقة فقط، غيابها عنهم تفقدهم الكثير وتؤثر في تقييم الغير لهم. وفي الجهة المقابلة يصعب التحكم في معدلها وقيمتها أو كميتها، غالبا ما تتعدى الخطوط وتصل الى مداها غير المنتهي.
أظن أنني تماديت قليلا ذلك اليوم «قليلا فقط»، أخذتني العزة بالإثم. وجاءني الرد سريعا، العقاب من جنس العمل، ضربة مباشرة في ثقتي المحمية بجدران نارية «Fire Wall» التي لم أظن أن شيئا قد يصيبها أو يهزها.
وقفت أمام الجميع أعرض وأقدم مشروعي أمام اصحاب السعادة والسادة، تلعثمت وأخطأت، ضاعت كلماتي وضاعت الثقة وتبعثرت في وجوه الجالسين من الشمال ومن اليمين.
بحثت في أوجه من أعرف منهم لعلي أساله راجيا أن يعيدها لي، بعد لحظات بسيطة استطعت استجماع قوتي واستعادتها منهم، أعدت معايرتي لثقتي المهتزة بعد عناء ومشقة.
انتهى عرضي أخيرا، أخذت أوراقي ونفسي شاكرا لهم على تحمل ما رأوه مني على غير عادتي، بالرغم من كونه عقابا قاسيا، لكن رأيت فيه درسا أعاد لي صوابي وأعطاني فرصة لمراجعة حساباتي القديمة.
مهما كان رصيدي كبير فلابد من اعتبار كل موقف كتجربة جديدة حاملا معي كل أسلحتي الخفيفة والثقيلة، مستعدا بكل الممكنات المتوافرة من حولي، وأهم من ذلك كله أن أثق بنفسي كامل الثقة لكن في قالب من التواضع.