تشرفت في ذلك اليوم وسعدت بلقاء أحد أبطالي وملهميّ، أقف بقربهم ناظرا للأعلى، فهم يعتلون تلك القمة العالية في جبل الهمة.
قطرة في بحرهم بل محيط عزيمتهم، تضرب موجاتهم القوية صخور عجزهم فتحطمها، وتقصف نظرة المجتمع المشفقة، مستمرة في ذلك موجة بعد أخرى.
وقفت شيخة البصيرة تتحدث عن تجربتها، تسمعنا هدير موجاتها بيننا نحن المبصرين.
مرت على دراستها في الجامعة قرابة العام، هدفها التخرج لتعود مجددا تهدي وترشد من هم بحاجة من أصحاب الهمم، لتخرجهم من الظلمات إلى الشمس الساطعة المشرقة.
كان تاريخ اليوم هو الخامس عشر من أكتوبر، الذي يصادف يوم العصا البيضاء لـ«المكفوفين»، يوم لقاءي بشيخة التي حكت لنا بطولاتها وانتصاراتها على ذاتها أولا وأخيرا.
قصة طويلة بل مشروع حياة كان للأهل والأصدقاء الدور الرئيس فهم من مسكوا بيدها في الخطوات الأولى.
كانوا في يد والعصا البيضاء في الأخرى، فهي الأمان والصديقة ورمز الاستقلالية كما وصفتها وكادت تحتضنها وتقبلها.
يجب علينا احترام هذه العصا لأنها أصبحت قطعة من أجسادهم مراعين مستخدميها (العصا البيضاء) وأن نعطيهم المزيد من الاهتمام والعناية لتأمين سلامتهم وثقتهم بأنفسهم وراحة بالهم، وعلى مؤسسات المكفوفين وروابطهم أن تستثمر هذه الفرصة في المزيد من تعليم الركاب والمشاة أن يحيطوا العصا البيضاء ومن يستعملها بالاحترام والتقدير، واصلي في العطاء يا شيخة واستمري نحن من ورائك ممسكون بيدك الأخرى.