تشرق الشمس معلنة بداية يوم جديد، أجراس تدق عاليا بنغمة العصافير، تكشف الستار المظلم، تتخلل أشعتها الباردة وترفع ذلك الغطاء، بكل هدوء وصمت.
بدون إزعاج أو تكدير، تدخل وكأنها شخص مألوف لديك، صديق، حبيب، أخ، لا يقلقك ضوؤها الساطع. حياة يوم جديد، صفحة جديدة، تناولك الأشعة القلم لتخط وتملئ الورقة البيضاء، اكتب لا تفكر كثيرا فقط ابدأ.
لكن وفي نفس الوقت، تجد تلك البقعة التي عجزت الشمس بلوغها، في أحد الكهوف المظلمة، أو زاوية أسفل ذلك الحائط، مهما بلغت قوتها وحرارتها تعجز وتقف مكتوفة اليدين.
هي بداية يوم ونهاية، بل بدايات ونهايات، تغيب أوقات وتموت ساعات، ولت من غير رجعة، ذهبت وأخذت معها من أخذت. تعود في حينها إلى النزول على خط الأفق، على خط الستار الذي رفعته في فجر هذا اليوم.
تعود للغياب وتسمح لسيد الظلام بالهبوط وأخذ مكانه، متسللا، كالساعات والدقائق. لكل جمهوره وشعبه، أهل الظلام لا يريدون ما يبدد سواد لياليهم، وأهل النور في انتظار الشروق الجديد «عند الستار».
أما من يعيش في الظل فلابد له من الاختيار، وأخذ القرار وأخذ الخطوة المناسبة والخروج باتجاه الستار والظلام أو أن ينتظر مع المنتظرين ناظرا إلى شرق الدنيا في استقبال حضرة الشمس.