لم أكن أعلم بجرمه هذا، كنت أسمع عنه فقط، بالرغم من علمي بذلك لم أخف من التقرب منه ومخالطته، أما مؤخرا فقمت بما هو أكبر من ذلك، سعيت وجريت وراءه.
قد يكون الفضول الذي قتل القطة قتلني ودفعني إلى ذلك. جاءت نتيجة لحاقي به سريعا لأنني سرقت، وكيف لا أسرق منه وهو السارق الكبير، تهاونت بتلك المعلومة التي لا يشك شاعران في صحتها.
شعرت بذلك مؤخرا، عندما بدأت أنظمه سطرا سطرا، أقيس تفعيلاته وأوزنها، كي لا تختل موسيقاها ولحنها. سرقني شر سرقة، يأخذني بكامل إرادتي إلى حيث يريد، يأخذ قلبي وعقلي ومشاعري إلى قصيدتي التي غازلت وبدأت.
أكتب سطري الأول وأقع في الفخ لأنني لن أستطيع الخروج من قصيدتي حتى أنهي ما بدأت، تتركني جسدا في أي مكان وتأخذ كل شيء والهدف هو الوصول إلى التوقيع في نهاية قصيدتي.
لذلك خذ حذرك وانتبه من ذلك السارق الكبير «كتابة الشعر» لا تدعه يستدرجك لارتكاب ذلك السطر الأول أو البيت لأنه سيحكم عليك بالشلل الفكري والعاطفي حتى تنهي ما بدأت.