السرقة تصرف غير مقبول، يجرمه الدين والقانون والبشر، عمل لا يقبله أحد. يسجن فاعله أو تقطع يده التي مدها حين أخذ ما أخذ.
لكنه قرار قبل أن يكون فعلا، قرار جريء ويحتاج قوة وتخطيطا وعقلا مدبرا وأحيانا يحتاج إلى وضع العقل جانبا ،لأن تنفيذها مستحيل حين يحضر العقل، لكن الفاعل لا يبالي ويقدم «حرامي»، يا له من فعل صعب وسيئ بلا شك، لكن هل تعلمون ما هو الأصعب؟ أن تعيد ما سرقته لصاحبه !
تأتي إلى المسروق وتقول له تفضل هذه بضاعتك ردت إليك، لا أظن أنه سيقبل. لكن مع القليل من التفكير سيرضى بهذا الخيار ويقنع، لما لا ففي جميع الحالات سيكون أفصل وأسلم من الحصول على ضالتك حسب الأصول والإجراءات الروتينية الطويلة المتبعة.
قد يصيب ما سرق منك بعض الأذى والخدوش والأضرار البسيطة، لا بأس شكرا يا حضرة الحرامي وأرجو ألا تعيدها مرة أخرى.
في جميع حالات السرقة يكون صاحبنا «الحرامي» مجهول الهوية، غير معروف على الأقل لفترة من الزمن.
لكن ما ذا تفعل عندما يكون السارق معروفا، ولا توجد حاجة لإبلاغ السلطات كي يساعدوك في البحث عنه، حتى وإن فعلت فلن يعيدوه لك، حتى هو نفسه لا يستطيع ولا يقدر على ذلك.
باختصار قلبي سرق، لم يبق منه سوى النبض، مع أن انقباضاته سرقت أيضا، بقي منها ما يبقيني على قيد الحياة «قلبي».