نعرف قيمة البعض عندما يفارقون الحياة، عندما يذهبون بعيدا يذهبون بدون عودة، بيعت لوحات بمبالغ طائلة، حصلوا على جوائز نوبل وأوسكار وغيرها من الجوائز، سميت شوارع بأسمائهم، لكن متى؟ بعد فوات الأوان وحصل ذووهم على هذه الجوائز بينما هم قد يكونون حصلوا على الانتقاد والعقاب عندما كانوا يمشون ويتنفسون على سطح هذا الكوكب.
حتى على الصعيد الشخصي لا ينتظرون متى يحصلون على التقدير اللائق! للأسف يحصلون عليه في غير وقته.
يصل بك التفكير إلى أن تتمنى مفارقة الحياة، أو أن تمتلك القوة على الموت لفترة مؤقتة وتعود مجددا لتعرف قيمتك وأهميتك بينهم إذا كانت لك قيمة من الأساس.
لأنه السبيل الوحيد لذلك، لن يعرفوا ولن تعرف انت بنفسك قيمتك حتى تفارق الحياة وتتركها لهم يعيشونها كيف يشاؤون، حاولت أن أجد طريقا آخر أو وسيلة أخرى لكن لم أجد.
لكن لا تعجب ولا تبنِ الآمال الكبيرة لو لم يعرفوا قيمتك حتى بعد موتك وستتمنى وقتها انك لم تقم بهذه التجربة، وقد تتمنى أن تبقى ميتا وألا تعود إلى الحياة حسبما خططت، وعندما تعود لك الحياة فستذهب الى مكان بعيد لا يعرفك فيه احد.
أعلم أن ما قلت خارج عن المألوف، لكن الصدمات التي نتعرض لها تجعلك تفكر من خارج «التابوت»، لا أنكر جعلها منك إنسانا قويا وقويا جدا.
لم العجلة ؟ سيأتي الموت لا محالة فكل نفس ذائقة الموت، ودع الإجابة على الأحياء منهم، فنحن حينها مشغولون في عالمنا المجهول كونه مكانا لم يصله أحد وعاد ليخبرنا بخباياه.