الفيلسوفة الكبرى
حركت ايران الجمر تحت الرماد، وراحت تهدد بإغلاق مضيق هرمز امام حركة الملاحة البحرية في الخليج، مما يعني شل حركة الاقتصاد في معظم البلدان الخليجية وتعطيل المصالح العالمية.
وراحت تطنطن وتهدد وتتوعد بالرد القاسي والسريع على مصالح الغرب في الخليج، وهي بذلك تقصد الدول الخليجية التي ارتبطت بمعاهدات واتفاقيات مع الولايات المتحدة الاميركية «الكويت إحداها، وهي حليف استراتيجي مهم للولايات المتحدة الاميركية».
في الغرب هم جادون ولن يسمحوا لإيران بأن تنجز برنامجها النووي والعبور به بسلام، وهم لن ينتظروها حتى تكمل برنامجها لكي يوجهوا لها الضربة الوقائية التأديبية، فهم الآن في مرحلة فرض عقوبات عليها وينتظرون ما ستسفر عنه هذه العقوبات.
هم كدول عظمى تتحكم بأحداث العالم والسيطرة عليه لا يهددون فقط، بل ينفذون لحماية مصالحهم غير عابئين بالنتائج والخسائر للطرف الآخر.
الخطاب الإيراني بعنترياته ولغته المتحدية يذكرنا بخطابات غير المأسوف عليه المقبور صدام حسين والتي عجلت بنهايته، وها هم الإيرانيون لا يستفيدون من دروس الماضي، ولا يتعظون من جيرانهم فغرورهم بما يمتلكون من آلة عسكرية أعمى بصائرهم عن رؤية المتحكم في هذا العالم من شرقه الى غربه.
القوى العظمى لن تسمح لأي كان بأن يرفع صوته فوق صوتها، التوتر عاد الى منطقة الخليج الآمنة من جديد، ويبدو ان جيراننا الشماليين عربا كانوا أم فرسا لا يريدون لمنطقتنا السلام، فهم لم يكتفوا بلعب العيال الذي مارسوه لمدة ثماني سنوات «الحرب العراقية - الايرانية» وما جرته بعدها من حروب واحتلال وتدخل غربي في المنطقة وعدم استقرار مهما كانت قوة إيران وآلتها العسكرية، ومهما كان رد الدول الست العظمى قويا وعنيفا فالمتضرر الأول من ذلك هوالخليج بأسره ودوله عربية كانت أم فارسية.
بين فترة وأخرى يجددون تهديداتهم «والكلام لكم يا خليجيين» متى ما ضربت جمهوريتهم سنغلق مضيق هرمز!! هل حقا يستطيعون اغلاق مضيق هرمز؟! أم هي مجرد تهويشات اعلامية يحاولون ان يظهروا بها امام القوى العظمى والعالم بمظهر القوي الذي لا يلين؟!
وهل تستحق دول الخليج هذا التهديد؟! أم ان الايرانيين لا يستأسدون الا على الدول المسالمة؟!
من حق إيران وغيرها من الدول النامية ان تتسلح بما تشاء من اسلحة شريطة الا تتعدى على أمن واستقرار جيرانها والعالم.
في الخليج لسنا اعداء لإيران ولم نكن ذات يوم عدوا لها، واذا كانت إيران تريد ان تتشفى بدول الخليج وتنتقم منها بسبب وقفتها مع العراق في حرب الخليج الاولى فتلك الوقفة كانت من باب القومية العربية وحماية الخليج من المد الفارسي الذي يحاول ان يفرض سيطرته على دول الخليج العربية وشعوبها.