دار نقاش حول القبائل العربية وتوزيع مواطنها في شبه الجزيرة على احدى وسائل التواصل الاجتماعي (توتير) وكان النقاش هادئا في بدايته، تذكرت بأنني احتفظ بخريطة تبين توزيع القبائل العربية على شبه الجزيرة عبر التاريخ فنشرتها وذكرت أنني أخذتها عن احد المغردين أي أنها ليست لي وأنها تقريبية. الغريب هو حجم الردود المنفعلة التي هوت على الخريطة وصاحبها وشخصي محدود الخبرة في القبائل وتوزيعها!
الغالبية ظنوا أنني ما أردت إلا التقليل من شأن احدى اكبر القبائل التي قال احدهم في وصفها «هي التي لولا الإسلام لأكلتكم كلكم» واستنكر آخرون جهلي بالقبيلة المعنية وبقبائل العرب، مؤكدين على انها الثقافة الأهم والأجدر بأن تكون عندي فأهميتها تفوق ما اطرحه من مواضيع متنوعه تتعلق بحال ومستقبل البلاد الاقتصادي وتفشي الفساد والاقتصاد البديل للنفط وهكذا موضوعات ! ومنهم من استزاد وطاب له اتهامي بمعاداة رسول الله بدليل انكاري قبيلته قريش التي لم تظهرها الخريطة ! وفي حدة الاصطفاف القبلي نسي الكثيرون - أو جهلوا - ان الإسلام رفض القبلية والتعصب لها وسماها بدعوى الجاهلية !
كان الأشد إيلاما علي في هذا الهجوم هو انني كنت قد علقت في تغريدة سبقت التغريدة الازمة، على خبر لجامعة الدول العربية تحذر فيه من تردي التعليم في معظم الدول العربية ! ونشرت في أخرى خبرا عن لقاء جمع نتنياهو والرئيس الروسي في موسكو يؤكد فيه الأول ضم اسرائيل للجولان وبأنها خط احمر لإسرائيل لا تسمح بالتعدي عليه واكتفت الجامعة العربية بشجب ادعاء رئيس الوزراء الإسرائيلي !
مدعاة الأسف انني لم أتلق أي رد فعل لتعليقي على الخبرين رغم ذكري لأرقام حول الأمية في الوطن العربي، هي لفرط مأساويتها مدعاة لإثارة النقاش حولها خاصة اني اقترحت بإلحاح فتح نقاش جاد حول كل من الخبرين، بكل الأحوال فإن اكتشافي صدق خبر الجامعة العربية حول تردي التعليم وتفشي الجهل وانعدام التثقيف الذاتي كان صادما بدرجة لم أتوقعها فكم كنت اتمنى ان تكون الجامعة مخطئة هذه المرة !
ها قد اقبل الشهر الفضيل بخيراته وفضله، اسأل الله تعالي ان يمتعنا والقراء الكرام والزملاء الكتاب والعاملين في العزيزة «الأنباء» بصيامه وقيامه وقبول اعمالنا وسائر المسلمين.
www.icloud.com
[email protected]