لم يعد أمرا خافيا ولا عاد ممكنا تجاهل حقيقة أن الكثير من الإعلاميين العرب وتحديدا العاملين في الإعلام الخاص المملوك والموالي لدول أجنبية ولبعض الممولين العرب لا تسرهم ولا تسر مموليهم الانطلاقة الخليجية المباركة واقتحام دول الخليج معاقل الكبار ونواديهم. وقد أقض مضاجعهم احترام العالم لسياسات الخليج وساسته وتطور دوله الصغيرة المطرد بدرجة لم تحققها الدول الممولة لهم في العصر الحديث ولا ما سبقه من عصور، ولنعيم استقرارها السياسي والألفة التي تسود علاقات الشعوب بحكامها والحرية التي تتنفسها وحرم منها من يستأجرهم طيلة تربع الديكتاتوريات على عروش حكمهم، وبدلا من مباركة الحالة الخليجية ومحاولة الاقتداء بها اتجه هؤلاء المتنفعون لإنكار نجاحها على شعوبها والعيب باستمرار فيها وكأنهم بهذا سيقلبون الرخاء عوزا والتمدن تخلفا.
لقد حصدت قطر المركز التاسع عالميا والأول عربيا، وجاءت الإمارات في المرتبة 13 عالميا والـ 2 عربيا في جودة التعليم الجامعي ومراكز مقاربة لهذا في جودة التعليم العام وفقا لتقرير مؤتمر بافوس 2017 وحازت السعودية المركز الأول عربيا في البحوث والاختراعات والابتكار، وتراجعت الأمية خليجيا لأقل من 6%، أما على مستوى الخدمات الصحية فقد احتلت دول الخليج المراكز الثلاث الأولى عربيا على مؤشر لجاتوم لكفاءة الأنظمة الصحية.
في الاقتصاد والرفاهية، حازت دول الخليج المراكز الخمسة الأولى على مؤشر لجاتوم للرخاء، وحظيت السعودية بعضوية منتدى العشرين الكبار لأقوى اقتصادات العالم، ونشرت فوربس تبوؤ دول الخليج للمراكز الثلاثة الأولى كأقوى تصنيف ائتماني عربي للعام 2018 وتراجعت فيها البطالة ومعدلات التضخم إلى أدنى مستوياتها وأصبحت أسواقها المالية من أهم الأسواق الناشئة عالميا ومدنها كالبحرين ودبي من اهم الموانئ ومراكز المال العالمية، وجاءت الإمارات والكويت والسعودية وقطر في المراكز 9، 5، 4، 2 في ترتيب تصنيف الصناديق السيادية في العالم والمخصصة لأجيالها القادمة وبإجمالي أصول تزيد على تريليون ونصف التريليون دولار، كما صنفت المجموعة الخليجية ضمن اكثر مناطق العالم أمنا للاستثمار الأجنبي الذي اصبح يتنافس للحصول على موقع فيها.
يدعي هؤلاء الخائبون ان مموليهم احق - بما لهم من حضارة وتاريخ ثري - من «عرب الصحراء» بما هم فيه من رخاء واستقرار ويغيب عنهم ان هذه حجة عليهم لا لهم فبالرغم من مزاعمهم بتخلف شعوب الخليج فها هي دوله قد بنت هذا المجد في سنوات لم تتجاوز الستين، وصدقوا - على غير عادة - في قولهم إن بعض الدول العربية كانت تعيش ازدهارا وتمدنا وضعها في مصاف أفضل دول أوروبا في الخمسينيات وقبل نشأة معظم الدول الخليجية ويسعد الخليجيون بهذا ويفاخرون به الأمم، ويرون رسميا وشعبيا ان تفوقهم عالميا يعد جزئيا امتدادا لما كان من تفوق عربي ويعود كليا لقدراتهم ولنجاحهم في إدارة ثروات بلادهم.
[email protected]