في الوقت الذي يترقب العالم فيه بقلق شديد ما ستكون عليه نتائج تنفيذ الولايات المتحدة لعقوبات جديدة مشددة على إيران التي بدأ تطبيقها ٥ نوفمبر الجاري وتشمل منعها من تصدير نفطها ضمن حزمة عقوبات أخرى مشددة وتهديد إيران بإغلاق مضيق هرمز واستهداف القواعد الأميركية في الخليج.
يدور في الكويت جدل حاد في أروقة مجلس الأمة حول مدى دستورية التصويت الذي اجري على عضوية اثنين من الأعضاء سقطت عضويتهما نظريا بموجب أحكام الدستور وقانون الانتخاب في موادهما 82 و2 على التوالي.
الكويت والخليج شغلوا طويلا ولا يزالون بتبعات مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي، رحمه الله، في قنصلية بلاده في إسطنبول وتصعيد قوى الشر في العالم بدرجة غير مسبوقة للحدث حتى بلغ اهتمام الإعلام في تتبع دقائقه واصطناع صور خيالية له إذ نجح في إيصال استثارة وانشغال الرأي العام العالمي به درجة تنافس تلك التي صاحبت مقتل الرئيس الأميركي جي اف كينيدي غموضا وإثارة!
لقد بدا مقتل الراحل خاشقجي وكأنه فرصة للقضاء على المشروع السعودي الطموح والتمهيد لتقسيم دول المنطقة كما كشفت وزيرة الخارجية الأميركية ومرشحة الرئاسة السابقة هيلاري كلينتون الستار عنه في كتابها «خيارات صعبة» فسارعت قوى الشر المناط بها تفعيل قرار التقسيم لاستغلالها في وقت نسي العالم فيه وسط حمى الإعلام المسعور آلاف القتلى في العراق وسورية لم تجف دماؤهم بعد، وقتلى الروهينغيا المسلمين، واستهداف فلسطينيي غزة حتى لا يكاد يمر أسبوع دون تعرضهم لقصف جوي لا يستثني الأطفال إن لم يستهدفهم، يقول تسيكا فوغل الجنرال في الجيش الإسرائيلي في تصريحه لإذاعة كان الإسرائيلية: لا تنقصنا الدقة لتفادي قتل الأطفال لكننا نريد الخلاص منهم فهم مشروع لأعداء لنا بعد بضع سنين! لم يحاسب فوغل على قتل 40 فلسطينا، وإصابة نحو 5.000 آخرين بإصابات خطيرة وإعاقات شديدة، ولم يعلق الإعلام الدولي على إعلانه لجريمته واعترافه باقترافها ونية تكرارها بشيء بينما سارع في المقابل الى إقحام سمو الأمير محمد بن سلمان في مقتل مواطن سعودي على بعد آلاف الأميال منه حتى بعد أن كشفت بلاده عن الجناة وهوياتهم وتعهدت بإحالتهم للقضاء!
في هذا التوقيت الحرج تظهر حاجة الخليج والكويت خاصة إلى الاستعداد لإغلاق إيران لمضيق هرمز وربما لضربات إيرانية صاروخية حمقاء ضدها تهدف لتخفيف ضغط الخناق عليها واستيعاب الانتفاضة الداخلية المتنامية ضد النظام، إلا أن الكويت لا تبدو مشغولة بهذه السيناريوهات الدولية الخطيرة، فلم يعلن عن مواقع إخلاء المدنيين وجاهزيتها ولا مخزون الماء والغذاء والدواء في الدولة، والمستشفيات أسرتها مشغولة تقريبا بالكامل ولم تعزز وزارة الصحة موجوداتها من الدواء والمستلزمات الطبية والإعلام الرسمي يتجاهل الصورة القاتمة وكأن ما يدور يحدث على أراضي جزر الواق واق في اللا معلوم من الخيال العلمي.
[email protected]