خبت جذوة الحملة العدائية التي قادتها قوى الشر في العالم ونفذتها أجهزة استخباراتية لدول عظمى وأخرى إقليمية وعربية وخليجية مستهدفة المملكة العربية السعودية بغية التأثير على استقرار نظامها ومن ثم الإطاحة به تمهيدا لتقسيمها وتقسيم دول الخليج بالتبعية وكانت قد وجدت في مقتل الصحافي السعودي جمال خاشوقجي رحمه الله فرصة ظنتها مثالية لتنفيذ مخططها الذي سبق أن كشفت عنه هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأميركية ومرشحة الرئاسة السابقة في كتابها «خيارات صعبة» وغايته تقسيم المملكة ودول الخليج، فقد كان للغموض الذي أحاط بجريمة قتل خاشوقجي، دور كبير في اثارة اهتمام الرأي العام الدولي واستفزازه ضد الجناة، إلا أن نجاح المملكة في سرعة الكشف عن الجناة وإحالتهم للقضاء بعد استكمال التحقيقات معهم كان له دور مهم وتأثير مباشر بالغ في التشكيك في مصداقية الاتهام الموجه اليها.
حمّل الاعلام الغربي مقتل الراحل خاشوقجي ما لا يحتمل من صنوف الاثارة الهوليوودية وصنع له اهتماما جماهيريا لم يحظ بمثله مشاهير الغرب واعلامهم ممن توفوا في ظروف غامضة حتى ناهز الاهتمام الشعبي به ذلك المحيط بمقتل الرئيس الأميركي الاسبق جيه اف كيندي فلم يكن يمضي يوم دون خروج اقطابه بسيناريو جديد لملابسات مقتل الصحافي السعودي الراحل، حكايات تلد أخرى وأقوال وأخبار لا اصل لها يتناولها الاعلام فيجعل لها نصيبا من الحقيقة وهي ابعد ما تكون عنها، في المقابل لم تواجه هذه الحملات بأخرى سعودية وخليجية مكثفة مضادة تتمتع بنفس القدر من الحرفية والمهنية، فقد تصدت للمواجهة اليومية العامة من جماهير الشعوب الخليجية التي استفزها الظلم الواقع على المملكة فاستمرت في دفاعها عنها وعن قيادتها الى ان انحسر مد الاتهام الباغي.
قــــدم الـمــرصـــد الاورومتوسطي المعني بحقوق الانسان شكوى للأمم المتحدة بشأن اعتراف أدلى به الجنرال في الجيش الإسرائيلي «تسفيكا فوغل» اعرب فيه عن نيته الاستمرار في قتل الاطفال الفلسطينيين معتبرا انهم مصدر خطر مستقبلي على إسرائيل! وكان فوغل قد تسبب شخصيا في مقتل 40 فلسطينيا مدنيا بينهم أطفال وإصابة 5 آلاف آخرين بإصابات خطيرة وإعاقات شديدة!
أين كانت مؤسسات الاعلام الغربية التي تباكت دما على الراحل خاشوقجي، من جرائم فوغل وقد اعترف بها؟ ولم تكتمت عليها آلة إعلام الغرب وأهملتها؟ وكيف يمكن تصديق ان اهتمامها بمقتل خاشوقجي منبعه رحمتها وإنسانيتها؟!
الحقيقة واضحة عند شعوب الخليج لا لبس فيها، فبقاء دولها مرهون بسلامة المملكة ووحدة أراضيها واستمرار نظامها برجالاته الذين يتفق عليهم ويرتضيهم شعبها والواضح انهم هم القيادة القائمة حاليا، ولن يسمح السعوديون ولن تسمح شعوب الخليج لأحد بالوقوف ضد إملاءات النمو والازدهار في ظل استقرارها السياسي وامنها الداخلي ولا بتهديد امن المملكة فهي صمام أمان دول الخليج وهي درع الأمة العربية وسيفها.
[email protected]