استُقْبل لقاء النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع الشيخ ناصر صباح الأحمد الذي عرضه تلفزيون جمهورية الصين الشعبية باهتمام رسمي وشعبي استثنائي، فقد بلغ عدد متابعيه عدة ملايين، بدا خلاله النائب الأول واثقا ومسيطرا على محاور النقاش، وعرض استراتيجية متكاملة للعلاقة بين البلدين الصديقين ترتكز على استثمار الكويت ومشاركتها في طريق الحرير واستثمار مشترك بين البلدين لتطوير شمال الكويت وجزرها وإدارة ميناء مبارك الشمالي العملاق الذي من المنتظر أن يقدم خدماته لشرق ووسط آسيا وشمال أفريقيا وشرق أوروبا وأن تستفيد دول الجوار من خدماته ومن تطوير شمال الكويت.
وأشار الشيخ ناصر صباح الأحمد إلى ما قد يعترض المستثمر الصيني من معوقات، واهتم تحديدا بالبيروقراطية والاعتراضات البرلمانية، مؤكدا حرص الكويت على تذليل البيروقراطية خلال الشهور الستة القادمة وعلى ثقته في البرلمان الكويتي وحرص أعضائه على تعميق العلاقة بجمهورية الصين الصديقة، مبينا أن قناعاته الإيجابية هذه مستمدة من استجابة النواب المطمئنة لاستمزاج الحكومة لآرائهم حول المشاريع المشتركة.
كما أكد على أن الرغبة الشعبية الجارفة في التعاون مع جمهورية الصين الشعبية الصديقة سيكون لها دور مهم في توجيه آراء النواب إلى ما يتفق معها، واهتم النائب الأول بالتأكيد على تقارب رؤية البلدين لمشروعي الحزام وطريق الحرير، وأعرب عن استعداد الكويت للقيام بعرض مشروع طريق الحرير على دول الخليج للمشاركة فيه وتوقع ردود فعل طيبة منها، كما أكد عزم الدولة على زيادة الاستثمار في الإنسان الكويتي حرصا منها على زيادة إنتاجيته بما يخدم المشاريع المشتركة.
حرص الشيخ ناصر الشديد على الكويت ومصالحها كان واضحا خلال كل مراحل الحوار وكذلك كانت ثقته واعتزازه بتجربتها الديموقراطية وبقدرة أبنائها على الإسهام في مجموعة المشاريع العملاقة التي يتجاوز حجم الاستثمار فيها
الـ 600 مليار دولار، وألقت ثقته ومجهوداته المخلصة الطمأنينة في قلوب الكويتيين وخلقت حالة من التفاؤل والإيمان بجدية وقدرة القيادة ممثلة في سمو الأمير المنظر للتعاون الكويتي الصيني والشيخ ناصر القائد التنفيذي له والمسؤول عن صنع مستقبل مشرق للكويت بعد فترة طويلة من الإحباطات.
تبدى لي أثناء كتابة هذه السطور طيف لي كوان يو زعيم سنغافورة وصانع مجدها متمثلا في شخص الشيخ ناصر صباح الأحمد، فشكرا عملاقة بحجم الطموحات من قلب كل كويتي
لـ «بو عبدالله».
أتقدم إلى القراء الكرام والزملاء الكُتّاب وإدارة والعاملين في «الأنباء» الغرّاء بأحر التهاني وأطيب المُنى بالعام الجديد.