يبلغ عدد مسيحيي العالم 2.2 مليار نسمة اي 32% من سكانه، يليهم المسلمون بعدد 1.6 مليار مسلم اي 23% من سكان العالم، وتتعدد الطوائف المسيحية تعددا كبيرا واوسعها انتشارا هي طائفة الرومان الكاثوليك ويمثل أتباعها 51% من المسيحيين تليها البروتستانت ويمثلون 37%، فالارثودوكس ويمثلون حوالي 12% من اتباع المسيح، وهناك طوائف اخرى محدودة جدا لا يتجاوز عدد اتباعها مجتمعة الـ 50 مليونا حول العالم، لم تتوقف الصراعات بين الطوائف المسيحية وتحديدا بين الكاثوليك والبروتستانت وبلغت اشدها في القرون الوسطى اذ قتل فيها اكثر من %40 من سكان اوروبا خلال قرنين من الزمان، توقفت هذه الحروب بعد صدور وثيقة مارتن لوثر الراهب وعالم اللاهوت الالماني والتي قلصت من صلاحية بابا الفاتيكان ومهدت الطريق لعقد مؤتمر اوغسبورغ عام 1555 والذي تمخض عن منح الحرية لكل امير ان يتبع ما يميل اليه من المذهبين.
ظهرت فرقة الجزويت او «اليسوعيون» عام 1540 على يد القسيس اغناطيوس دي لايولا وهي فرقة كاثوليكية يسوعية رجالية تنتشر في أوروبا وتعرف برفقة يسوع ومن اعلامها المعاصرين بابا الفاتيكان الحالي، وتهتم بشكل خاص بالتربية والتعليم والفكر اللاهوتي والانساني وتعزيز العدالة الاجتماعية، فتبني المدارس والجامعات التي بلغ عددها في الولايات المتحدة وحدها 28 جامعة ووفقا لتوماس وود المؤرخ وعالم اللاهوت الأميركي فقد كان للجماعة دور محوري في الثورة العلمية في الصين، ويبلغ عدد المنتسبين اليها قرابة 20 الفا حول العالم.
اسس وايسهابت القسيس البافاري الالماني فرقة المتنورين illuminati عام 1776 وتأثرت هذه المنظمة الراديكالية بفلسفة التنوير والعقل وناضلت من أجل حرية التعبير ضد التسلط والتحيز الديني والعرقي وكان هدفها الرئيس المعلن هو سيادة الشعب وإقامة مجتمع عقلاني بالتنوير والأخلاق، الا انها عبر تاريخها جرى حظرها مرات عديدة واتهمتها الكنيسة بانها وراء دموية الثورة الفرنسية، والحربين العالميتين، وبأنها مبتدعة ما يسمى بالنظام العالمي الجديد والفوضى الخلاقة التي تصاحبه وتستوجب القتل والدمار واحداث الربيع العربي احد الأمثلة الحية عليها، واهم واخطر ما ينسب للمتنورين هيمنة 10 من اعضائها على الاقتصادين الأميركي والعالمي من خلال لجنة العشرة المالكين للبنك الاحتياطي الفيدرالي الذي يحاول الرئيس دونالد ترامب الرئيس الأميركي الحالي تقليص نفوذه على الاقتصاد الأميركي، الأمر الذي ادى الى خلافه مع الكونغرس والإعلام الأميركي ضمن أسباب اخرى.
[email protected]