في معرض تبريرها لتأخر انجاز اعادة تأهيل شوارع الكويت بعد ان كان اصلاحها قد انتصف العمل فيه اثر التلف الذي اصابها جراء هطول الامطار الغزيرة قبل بضعة شهور، قالت وزيرة الاشغال العامة ان توقف العمل يعود لعدم وجود ميزانية له بمبلغ 100 مليون دينار!
تطاير الحصى من الشوارع العارية من الاسفلت وتناثر الحفر فيها هو حديث الكويت وشغلها الشاغل لما يتسبب به من تلف للمركبات وخطورة على سلامة مرتادي الطرق، وان يكون السبب هو نقص 100 مليون دينار عجزت الوزيرة عن تدبيره يثير نقصه الحيرة والغضب الشعبيين خاصة مع تزامن هذا التصريح واعلانات صندوق التنمية التي تكشف عن توسعه المستمر في منح الهبات والمنح والقروض المليارية للعديد من الدول منها من لا تأثير لها على امن البلاد ومصالحها، وتوافقه ايضا مع امتناع الحكومة عن معالجة مديونية 400 الف مواطن في قروض استهلاكية معظمها كان بسبب تردي الخدمات الحكومية كالصحة والتعليم، فالحكومة لم تضع حلولا لاستيعاب خريجي الثانوية العامة بأعداد تفوق طاقة جامعة الكويت والمعهد التطبيقي واتجهت الى رفع نسبة القبول لأعلى من المعمول به عالميا، فاضطر المواطن للاقتراض لارسال ابنائه للدراسة خارج البلاد.
اثار اجتماع هذه العوامل حفيظة الرأي العام، وازدادت الشكوى من سوء ادارة الدولة واهمال الحكومة لمعاناة المواطن والهدر المستمر في مقدرات الامة، وارتفعت وتيرة الاحتجاجات الشعبية واخذت تكتسب زخما وتتزايد حدة يوما بعد يوم، وامتلأت وسائل التواصل الاجتماعي برسائل غاضبة على الحكومة تتذمر من عجزها عن ادارة الدولة وضرورة ايجادها الحلول للمطالب الشعبية، وساهمت سلبية النواب وتقاعسهم عن اداء دورهم في تبني المطالب الشعبية ونقاشها في المجلس، والاتهامات التي طالت بعضهم بتلقي رشى من الحكومة مقابل امتناعهم عن المطالبة بحقوق المواطنين في زيادة حدة الغضب الشعبي.
وسط هذه الاجواء العصبية والحرجة كان متوقعا من الحكومة تناول اكثر الملفات سخونة كصيانة الطرق والشروع في اصلاحها فورا وبجودة وتوقيت مرضيين للمواطن، واستقدام شركات غربية متخصصة للبدء في اصلاح التعليم والخدمات الصحية، وتشكيل لجنة تجتمع بممثلي المدينيين وتستمع الى حلولهم ومقترحاتهم، الا انها بقيت صامتة وكأن الامر لا يعنيها وكرة الثلج تكبر، والولاءت التقليدية التي كانت الحكومة تعول عليها كالقبائل وبعض فرق الإسلام السياسي لم يعد الركون اليها له جدوى لانحسار تأثيرها على الرأي العام.
[email protected]