كثر الحديث حول حوادث الوفاة غير الطبيعية في مرافق وزارة الصحة في الآونة الأخيرة عقب الوفاة المأساوية لطفل إثر تلقيه مخدرا موضعيا لعلاج أسنانه، فعلى الرغم من ندرة آثاره الجانبية قد يتسبب مخدر الاسنان بقصور في الدورة الدموية والتنفس يوديان بالحياة اذا لم يسيطر عليهما فورا وبكفاءة عالية، وتظل نسب حدوث مثل هذه الحالات المؤسفة في الكويت ضمن نطاق النسب العالمية، ففي الولايات المتحدة تشكل ثالث اهم أسباب الوفيات وبمعدل يزيد على 251 ألف حالة سنويا وفي بريطانيا 30 ألف حالة و10 آلاف في فرنسا و3% من الوفيات في مصر، وبمعدل عالمي يبلغ 5 ملايين حالة وفاة سنويا وفقا لبعض المصادر.
أظهرت وزارة الصحة مؤخرا تقدما محدودا في مستوى خدماتها وفقا للتصنيف الدولي، ويعود المستوى المنخفض للخدمات الصحية في البلاد الى مجموعة من العوامل ناتجة في المجمل عن خلل في اداء الهيئة الطبية (الاطباء والهيئة التمريضية والخدمات الفنية المساندة والادارة الطبية) إما بسبب ضعف التأهيل الدراسي أو بسبب الإرهاق الناتج عن ضغط العمل المستمر أو لقصور في ادارة الخدمات الصحية، أو لمزيج من الثلاثة أسباب مجتمعة، وهو الحال في الكويت فهي تقدم على تعيين أطباء متوسطي المستوى العلمي ومحدودي الخبرة وهو ما يمكن ملاحظته بسهولة في مراكز الرعاية الاولية (المستوصفات تحديدا)، ويتسبب انخفاض مستوى أطباء الرعاية الاولية في الضغط على خدمات المستشفيات نتيجة التحويلات المتسرعة أو المتأخرة أو أخطاء التشخيص، اما في المستشفى فإن المستوى المتواضع للبعض من الاطباء لا يكتشف الا متأخرا وبعد حدوث الضرر، والحل الاسرع لهذه المشكلة هو تعيين أطباء من حملة درجة الزمالة أو ما يعادلها من الشهادات الأوروبية والغربية للعمل في الرعاية الصحية الأولية وفي حوادث المستشفيات، وهناك وفرة من هؤلاء في العالم العربي وآسيا، على ان يرافق هذا ضبط لمستوى الهيئة التمريضية والفنية الذي تدنى مع استخدام شركات استقدام العمالة الفنية.
ان العدوى المكتسبة من المستشفى هي اشرس أنواع العدوى واخطرها والقصور في أداء الادارة الطبية وعجزها عن ضبط دخول المراجعين للاماكن المقصورة على الطواقم الطبية والقصور في اداء قسمي التعقيم ومراقبة الجودة ومنع العدوى كلها أسباب تؤدي لانتشار هذا النوع من العدوى خاصة بين مرضى السكر وحالات اعتلال المناعة.
يعد الضغط الكبير والمتواصل على المرافق الصحية بسبب الزيادة السكانية المطردة والتي لا يمكن لمرافق الدولة الصحية استيعابها اهم المعوقات أمام ارتفاع مستوى الخدمة فيها، فهي لم تنشأ ولا أعدت لهذا الكم من المراجعين.
٭ يرحب الكويتيون بعظيم الاعتزاز بفخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية الشقيقة، متمنين لسيادته طيب الاقامة في بلده الثاني الكويت والسلامة في الحل والترحال.
[email protected]