أتردد كثيرا في الكتابة عن خطر إيران الذي يتهدد دول الخليج إيمانا مني بضرورة النأي عن كل ما يمكن استغلاله أداة للفتنة المذهبية خاصة أن إيران نجحت في الربط - في أذهان البعض - بين الإيمان بالمذهب الشيعي الذي نقدره وبين الالتزام بتوجهاتها ونهج قادتها السياسي، وقد وجدت نفسي مضطرا لكتابة هذه السطور أمام تماديها في مواقفها العدوانية تجاه دول الخليج والبلاد العربية - مستغلة ضعفها إثر ثورات الربيع العربي - على نحو لم تجرؤ عليه حتى إسرائيل التي اعتاد الرأي العام العربي على تصنيفها بالخطر الأول الذي يتهدده.
الحقيقة الجلية أن إيران هي الخطر الأكبر في هذه المرحلة من تاريخ الخليج والأمة العربية، فالصراع ضد إسرائيل صراع بين قوى عسكرية، بينما حرصت إيران على أن تجعل منه تهديدا للمجتمعات الخليجية بتفكيكها وإشعال الفتنة المدمرة فيها بالإضافة لبعده العسكري، لذا فالوضع يستلزم قياس تأثير العامل المذهبي على المجتمعات الخليجية والعمل على توحيدها ضد إيران الدولة لا المذهب الذي هو لله وهو ليس محل عداء أو نبذ أو إقصاء.
يطالب أمين عام المجلس الإسلامي في لبنان السيد محمد الحسيني وهو أحد أهم أئمة الشيعة العرب المناوئين لمشروع إيران التوسعي الأمة العربية باتخاذ موقف جامع يعتمد الفعل ضد المشروع الإيراني ولا يكتفي بردات الفعل تجاهه، فإيران المعزولة عن معــظم دول العالم في اضعف حالاتها من حيــث القوة العسكرية إلا أنه ينـــبغي تطــويق تأثيرها المذهبي.
منذ قيام الثورة فيها وإيران تدعو إلى الوقوف بجانب الحق الفلسطيني، إلا أنها خلال 40 عاما هي عمر ثورتها لم تطلق رصاصة واحدة باتجاه إسرائيل، وعمدت خلالها إلى استغلال غفلة الرأي العام العربي وسذاجة عوامه وميول بعض أفراده ومكوناته لها لتتوسع فتهيمن على 4 دول عربية سياسيا واقتصاديا وحتى عسكريا، كما أنها هددت ولا تزال دول الخليج جهارا نهارا، فقادتها بمن فيهم الرئيس روحاني اعلنوا مؤخرا أن حدود إيران الغربية هي سواحل المتوسط مرورا عبر وخلال دول الخليج العربية، كما اكدوا استمرار بقائهم في سورية مكذبين حججهم التي ساقوها كمبررات لدخولها.
تستمر إيران في احتلالها لإمارة الأحواز العربية منذ العام 1925 والتي تبلغ مساحتها 14 ضعف مساحة فلسطين وتعداد سكانها يقارب ضعف تعداد الفلسطينيين وتحوي جل ثروات إيران الطبيعية والزراعية بما فيها النفط والغاز الطبيعي، كما يستمر احتلالها للجزر الإماراتية الاستراتيجية الثلاث، يقول أ.د.عبدالله النفيسي الأكاديمي والمفكر الكويتي والخبير في الشأن الإيراني محذرا ان إيران تقوم بتدريب وتسليح الموالين لها من رعايا دول الخليج والدول العربية - في الجزر الاريترية الثلاث التي تستأجرها لغرض إعداد كوادر مهيأة للانقلاب على أنظمتها.
[email protected]