كل العالم يشهد الآن الغزو الروسي على أوكرانيا، وكعادة الناس في كل واقعة فهم ينشرون التهريج السياسي بشكل ساخر ومدو فتارة تخرج التصريحات الرومانسية بوقف الحرب وتارة يستهزئ البعض بالشعب المغلوب على أمره.
غزو أوكرانيا له امتداد تاريخي منذ 2014 عندما ظهرت في الأفق أصوات ترحب بأوكرانيا في الناتو مما أدى إلى تهديد الأمن الروسي فالدول ذات العرق القوقازي هي بمنزلة «مخافر» محيطة بروسيا، وعندما ترغب أحد المخافر في التحول إلى سفينة حربية مضادة فبالتأكيد سترد روسيا كنوع من الحفاظ على أمنها الخارجي والداخلي.
أميركا ودول أوروبا بعد أن أوقعوا بأوكرانيا في المصيدة ودفعوا الصياد (روسيا) لابتلاع الصيد امتنعوا عن الرد بشكل عسكري وكل ما لوحوا به هو فرض عقوبات مصرفية صارمة على روسيا.
وعلى ما أعتقد أن الصراع الذي سيقوم بين الأطراف هو مناكفات في مناطق النفوذ مثل سورية وليبيا لأن الحرب الشاملة بين الأطراف غالبا ستتدخل فيها القوى النووية وفي حال تدخل هذه القوة فهذه إشارة لبداية تدمير العالم وهذا ما ترغب في تفاديه الدول.
جميعنا نعلم أن أميركا تمتلك مناعة طبيعية وهي احدى القوى العظمى الكبيرة جدا في العالم ولكن مرورا بكورونا وبرئاسة جو بايدن الذي لازال يعاني من أفعال الرئيس السابق دونالد ترامب فالأوضاع الأميركية ليست راكزة كما أن انتخابات الرئاسة في فرنسا وشيكة فماكرون قد يستمر وقد لا يستمر بجانب أزمة البريكست وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي والكثير من الأمور التي تمر فيها دول الغرب في الوقت الحالي، لذلك روسيا رأت في هذه الفترة فرصة تاريخية قد لا تتكرر في ضم أوكرانيا لها من جديد وقد تقوم بتغيير الحكومة فقط وتضع حكومة جديدة موالية لروسيا ومن ثم تسحب قواتها من أوكرانيا، لازلنا لا نعلم عن ما يدور في عقل بوتين حتى هذه اللحظة.
وهنالك ثغرة في هذه المسألة لم يلحظها أحد، في حال استباحت الدول الغربية اجتياح أوكرانيا ولم تتخذ ردا قاسيا فستصبح الكثير من الدول عرضة للاجتياح في أي لحظة، فهنالك الكثير من الدول التي تترقب فرض قوتها في بعض المناطق مثل الصين وإيران وتركيا وأعتقد بأنكم جميعا رأيتم تصريح العراقي إياد جمال والذي يتحدث فيه عن استعادة الكويت.
الاجتياح الروسي أشعل لهيبا خطرا في العالم وفي حال لم ترد الدول الغربية فسوف تكون هذه الفترة مليئة باللهب والدم وسلب كل ما هو حق لدى الكثير من الدول التي بطبيعتها لا تنافس الدول العظمى والقوية.
[email protected]