علي الدقباسي
نريدها حكومة جديدة في فكرها، في رؤيتها، في طاقمها، وان تكون قوية تواجه البرلمان ولو تطلب الامر استجوابا في كل جلسة، وألا تتحالف مع احد ضد احد وان تقف من الكل بمسافة واحدة وتسعى الى إشاعة الطمأنينة في المجتمع وليس الهلع من خلال اختلاف رأي اكثر من عضو فيها بشأن قضية وطنية وليس بالقضايا الشخصية وألا تلتفت للمجلس في القضايا التي تدخل في اختصاصها مثل اقامة مستشفى جديد او جامعة حديثة او انشاء جسر او نفق لا يتطلب قانونا وانما إرادة وادارة.
نريد حكومة لا تتأسس على «أل» التعريف او اساس مناطقي او طائفي او قبلي، وألا تسمع لاصحاب المصالح الأنية والذين ينقلبون عليها في اول خلاف على مصالحهم، وان تقلل اعداد المستشارين والخبراء غير الفاعلين والمعينين للتنفيع وفي ذلك توفير لأموال الدولة ولوجع الرأس من بعض الاراء التي تجيء من باب كلام والسلام.
نريد حكومة لا تتهم من يختلف معها في الرأي بانه خصم، بل تعتبره شريكا وعنده وجهة نظر، وان يكون لديها جدول زمني واضح لاهدافها وان تسوق افكارها لتجلب لها التأييد الشعبي قبل التأييد البرلماني واصوات اعضاء مجلس الامة، ولا نريد حكومة تقدم الوعود ولا تسعى لتحقيقها وترفع شعار الاصلاح ولا تلتزم به وهي بمثل هذا السلوك تخسر مؤيديها، واخطر من ذلك تفقد الثقة فيها وفي كل ما يصدر عنها من احاديث عن مشاريع وطموحات، ولا نريد حكومة تعمل بردود الافعال وانما وفق سياسة معتدلة تراعي فيها المصلحة الوطنية العليا وليس مصالح فئة او شريحة او تكتل او تيار او حزب او طائفة او قبيلة، وان خسرت الحكومة تأييد مجموعة فإنها ستكسب التاريخ ومؤازرة مجاميع اخرى وستخدم البلد بثباتها وستعيد الثقة بها وتحافظ على هيبتها المفقودة والتي تستردها بالمواجهة مع المختلفين معها بالحجة والمنطق وليس بالاستقالات.
ولابد ان يتحمل كل وزير في حكومتنا مسؤولياته ولا يفر منها بسبب مساءلة النواب او هجوم الصحافة، ونريد حكومة شجاعة وقوية تتعامل مع المواطن بكل رحابة صدر واحترام لحقوقه قبل ان تطالبه بالواجبات.
هنا نسوق تمنياتنا ونحن على ابواب حكومة جديدة ونخشى ان تكون مكررة وفي التكرار سنقول:
«لا طبنا ولا غدا الشر»