علي الدقباسي
سألني صديق، وهو سياسي عربي مخضرم متى ستتشكل حكومتكم؟ فأجبت: قريبا، فراح يتحدث بانبهار عن ميزة تشكيل الحكومات الكويتية وقال كنت وزيرا.. والوزير في حكومتنا ربما يجلس عشر سنوات، وعندكم الوزير يتغير بسرعة، واعتقد ان هذه ميزة، والكلام للوزير السابق في حكومة عربية ومبررات رأيه هي عدم استقرار وزير لفترة طويلة، لمدة عشر سنوات على سبيل المثال، لأن الوزير سيكون قدم كل ما عنده وحرم آخرين يمكنهم ان يقدموا الجديد، فضلا عن ان استمراره يعني استمرار آخرين في مواقعهم، وبالتالي ربما يستشري نوع من الفساد.
وانتهى كلام صديقنا.
من وجهة نظري أرى ان عدم استقرار الوزارة، وعندنا نماذج في وزارات متعددة في بلادنا وفي وزارة التربية مثلا مر أكثر من 3 وزراء في أربع سنوات أو خمس، وكذلك الوكلاء العامون والمساعدون وهذا بلا شك يخلق حالة من عدم استقرار المؤسسة واستمرار كل استراتيجية تدرج للمستقبل لأن كل من يجيء لديه طموحات ويبدأ من جديد في معظم المؤسسات وهذه مشكلة اخرى لسنا بصددها حاليا، وفي وزارة الصحة مر أكثر من أربعة وزراء والعدد نفسه من الوكلاء وفي وزارة المواصلات الشيء نفسه والوزارات الثلاث المذكورة التربية، الصحة والمواصلات وهي وزارات خدمية تتعلق بشكل مباشر بعموم المواطنين، ومثل هذا التغيير السريع والمستمر له انعكاس سلبي حتما على الخدمات التي تقدم للمواطن باعتبار ان هناك وزارات مثل الدفاع لا تتعامل مع الكل أو مثل التخطيط أو وزارة مجلس الأمة، وبالتالي عدم استقرار الحكومة وخاصة التي تخشى الاستجوابات ليس عملا سلبيا، بل هو خطوات للخلف لكل انجازات الدولة وتطلعاتها وطموحاتها التي ينادي الكل بها، وكذلك الحال بالنسبة لعشعشة الوزراء والوكلاء ومن يدور في فلكهم سنوات طويلة، وذلك هو جمود وتوقف للتطوير والتنمية والحلول المبتكرة والمشاريع الجديدة ومواكبة العصر بعقول جديدة لكل مرحلة، ولكل زمان دولة ورجال.
الخطير اننا في ثلاث سنوات عايشنا خمس حكومات أسرفت في رفع شعار الاصلاح، مما اثار فضول الاخوة العرب للسؤال متى تتشكل حكومتكم وهل هي طويلة، أم كالعادة الأخيرة حكومات تصريف الاعمال العاجلة، وأمر الحكومة الكويتية لم يعد شأنا يهم المواطن فحسب، بل ان كثيرا من الأشقاء العرب بدأوا بالسؤال ايضا وهذا يظهر استحقاق الكويت لحكومة قوية ولا تستقيل لمجرد استجواب أحد اعضائها ولا تطول كثيرا بعيدا عن رقابة البرلمان «مثل حكومات العشر سنوات».