علي الدقباسي
جاءت في وقتها قمة الكويت الاقتصادية في ظل إفلاس بعض من الشركات العالمية وتهديد مستقبل البعض الآخر، وترنح بعض ثالث وإفلاسه، وفي ظل غمرة الحديث عن كساد عالمي وجهود دولية رامية لمواجهة هذه التحديات الاقتصادية الجبارة وفكرة انعقاد المؤتمر الاقتصادي العربي في الكويت على مستوى القادة لم تولد بمناسبة هذه الأزمة الاقتصادية والتراجع في أسواق النفط والعقار والبورصة وعموم أسواق المال ولكن المصادفة جاءت بها في قلب الأحداث، وأعرف ان هناك جهودا جبارة تبذل من قبل الإدارة الاقتصادية في وزارة الخارجية منذ وقت طويل قبل الكارثة الاقتصادية العالمية واستعدادات كل وزارات الدولة، وخططا تجري على قدم وساق منذ اشهر طويلة، واليوم هي في كامل طاقتها وجهدها ولم يكن أحد يعرف في العالم ان شيئا سيحصل في الاقتصاد العالمي المهدد حاليا وكانت هناك طموحات كبيرة لانعقاد هذه القمة ونجاحها، واليوم هذه الطموحات باتت مؤكدة وملحة وغاية في الأهمية والضرورة مع الأوضاع الاقتصادية الجديدة نتيجة لتداعيات الأزمة المالية الدولية وآثارها مما يعزز أهمية هذه القمة الاقتصادية ويجعلها تحت أنظار العالم، لاسيما ان العالم اليوم بات لا يتحدث إلا عن مصيبة الانهيار الاقتصادي على مستوى الدول والشركات والأفراد.
لا أخجل إن قلت ان معرفتي الاقتصادية متواضعة، ولست خبيرا في الاستثمار ولكنني كفرد أعيش في مجتمع، أتأثر انا وأسرتي بالنتيجة، وان حصلت أزمة في قارة تتأثر بها قارة اخرى في العالم وهذا هو حال العالم اليوم متقارب على الرغم من البعد الجغرافي والقاري، متلاصق بالأزمات المالية، وما يجري عالميا يتأثر به الكل محليا ومن هنا تأتي أهمية ثانية للقمة الاقتصادية العربية، وعلى الصعيد المحلي انهارت أسواق كثيرة مثل سوق الأوراق المالية، وسوق العقار يترنح، والبنوك من الواضح ان ما يجري في بنك الخليج ربما يجري في اي بنك آخر وعلى مستوى الأفراد نادرا ما يكون هناك أحد غير مستثمر في البورصة أو مدخر له عقار وقد انخفض سعره ولا يمكن ان يباع حاليا بسبب الركود والتخوف، وكثيرون لهم أموال في الشركات الاستثمارية وآخرون يعانون من الركود في البيع والشراء بمختلف الأسواق وكل هؤلاء متأثرون وغيرهم كثيرون على مستوى العالم الذي يتكلم بلغة الأرقام أكثر من حديثه عن أي شيء آخر.
القمة الاقتصادية العربية في الكويت تتجه اليها الأنظار عالميا ومحليا، وهناك جنود مجهولون يعملون الليل والنهار وفقهم الله تعالى وبارك جهودهم في نجاحها لأنها نقطة تسجل في إنجازات الكويت وجاءت في وقتها.