لا أعرف ما هي الدوافع الخفية للهجمة الشرسة التي تتعرض لها دول الخليج العربي وكأن الحروب والثورات والمصائب هي سببها أو منبع حدوثها وانتشارها، فالثورات العربية قامت بإرادة الشعوب نفسها، سواء في مصر أو سورية أو العراق أو حتى في إيران، وذلك للتخلص من الضغوطات التي تمارس ضدهم من قبل حكامهم أو لتغيير النظام السائد، فإذا كانت هذه الثورات لم تستطع القضاء على مشكلات كانت موجودة بل أضافت وخلقت مشكلات وأزمات جديدة متراكمة لا نهاية لها من تزعزع في السلطة والنظام وتذبذب في الاقتصاد الوطني فهذه مشكلة الربيع العربي لا دول الخليج، فالثورات كما عهدناها سابقا لا تدار بهذه الصورة في البلدان المضطربة فقبل الإقدام على أي عمل يجب التفكير في عواقبه مسبقا لا أن تدفعنا الرغبة والحمية والاندفاع العشوائي لنيل ما نبتغيه وما نطمح إليه.
فإذا كان الهدف من الثورات هو تحقيق الرفاهية للمجتمعات والحياة الكريمة لهم فإنها للأسف أحدثت شقا في صفوف النسيج الاجتماعي في أغلب الدول العربية مما أدى إلى التأثير على أكبر مقوم للدولة ألا وهو الشعب، فإذا ما ضاع الشعب وتشتت فلا تنمية ولا تطور ولا نمو اقتصادي سيكون لنا على أرض الواقع فلا الدولة قدمت لهم ما يطمحون إليه ولا هم قدموا لها ما تتأمله منهم، فالغالبية منهم قد رحلوا وهاجروا وبدأوا في رحلة البحث عن فرص عمل في بلاد الخليج لما تتمتع به من وفرة في فرص العمل والكسب الحلال وارتفاع الأجور وما تعيشه ولله الحمد من أمن وأمان واستقرار بفضل القيادات الحكيمة لزعماء دول الخليج العربية، وبعد ذلك كله يأتي البعض ليضرب في دول الخليج؟ وهي التي فتحت أبوابها لشعوبهم؟ لهؤلاء نقول: كفوا ألسنتكم عنا. فدول الخليج خط أحمر لا نسمح لأحد بتجاوزه!
[email protected]