دائما ما يلقون باللوم على المواطن الكويتي وينعتونه بالمرفه الذي يبحث عن راحته في وظيفة مكتبية، فمن الذي أوجد هذا العزوف عن المهن اليدوية أو الحرفية؟
ولماذا تم وصف المواطن الكويتي بعدم المهارة بالرغم من كونها مهن بسيطة كما ينظر إليها الجميع؟
الشعب الكويتي أو المواطن بوجه عام لا يفكر في قوت يومه فقط، ولا يفكر كيف يطور مهاراته وقدراته، بل يفكر ما المردود الذي سيعود عليه من وراء ذلك، فالمسؤوليات أمامه كثيرة: فتح بيت وتكوين وتربية أسرة وتوفير مستلزمات الراحة والرفاهية لها، فهل سيحقق له العائد المادي من هذه المهن ما يطمح إليه؟
وهل سيفكر في الأساس في الانخراط في هذه المهن؟
بالطبع لا..
فهو سيواجه نظرة المجتمع له من ناحية وقلة الراتب والمردود المادي من ناحية أخرى؟
يأتي ذلك على الرغم من أننا لو نظرنا إلى المجتمعات الأخرى كاليابان مثلا وحتى الدول الأوروبية لوجدنا ان أبسط مهنة لديهم وهي عامل النظافة نجد أن راتبه أعلى من بقية المهن ولديه نقابة خاصة به تدافع عن حقوقه، فما بالك ببقية المهن والوظائف الأخرى لديهم؟
إذا ما أردنا أن نوجد الرغبة في الالتحاق بالمهن اليدوية، فعلينا أن نوفر الدافع والدعم لها ونسهل كل سبل الالتحاق بها، وهذا ما يقع على كاهل الحكومة من خلال دعمها لمثل هذه الوظائف وتشجيعها للشباب للالتحاق بها.
مثال على ذلك حارس الأمن في المجمعات، حيث يمكننا الاستفادة من الشباب في هذه المهنة وتدريبهم عليها وتوفير الدعم المادي الذي يساعدهم للالتحاق بها، وأيضا لا ننسى كيف كان يقدم الدعم للشاب الكويتي سابقا في محطات الوقود؟ وكيف اشتغل «كاشير» ولكن للأسف بعد الخصخصة لم نعد نر ذلك..
فالعيب ليس في الوظيفة نفسها، ولكن العيب في الراتب.
إذن لا نستغرب من عزوف الكويتيين عن هذه المهن، فالمسؤوليات كثيرة، وكل ما حولنا في غلاء مستمر.. فكيف يلتحق بها الكويتي؟