تستكشف معادن الشعوب في وقت الأزمات.. وتظهر ملامح الترابط والأخوة في أوقات المحن..
فنحن لا ننكر أننا نعيش ظروفا سياسية متذبذبة وصعبة في المنطقة بسبب الأزمة الأخيرة بين دولة قطر وبعض دول مجلس التعاون، مما حدا ببعض قادة هذه الدول الى قطع العلاقات الديبلوماسية والسياسية بينها وبين قطر، بالإضافة إلى فرض الحظر الجوي والبحري والبري عليها..
وهذه قرارات سياسية لا خلاف عليها.. فمن مصلحة الدول الحفاظ على استقرارها وأمنها الداخلي بما تراه مناسبا لها..
ولكن هذا لا يعني قطع العلاقات الأخوية وتمزيق أواصر الدم والقرابة والمصاهرة بين أبناء دول الخليج العربي، لأنهم سيبقون دائما وأبدا كأصابع اليد، فإن كانت هناك مسافات بينهم لكن تجمعهم يد واحدة لا يمكن أن تؤثر بهم نائبة تدعو إلى تفرقهم، وخصوصا في الوقت الذي نرى فيه توجها إعلاميا بغيضا وتصاريح مختلفة ورسائل في مواقع التواصل الاجتماعي تحاول أن تؤجج نار الحقد بين أبناء الخليج العربي.. إلا أنه في المقابل نجد أن الغالبية من أبناء الخليج رفضوا الانجراف وراء كل ذلك، لأنهم على دراية وعلم بأنه إذا ما اشتدت الأزمات فإنها ستفرج بإذن الله..
فهذا ما نأمل أن يحققه حكامنا في دول الخليج العربي، بأن يعملوا على أن تنقشع هذه الغمامة السوداء عن سمائنا. فشعوب الخليج العربي متعطشة لتضميد الجراح قبل أن تتفاقم، ولتوحيد الصفوف قبل أن تتفرق وتتشتت.
فبعدها قد يصعب تجبيرها ورأب الصدع بها إذا ما أخذت الأزمة منعطفا وسياقا آخر يجعل حل الخلاف مستحيلا أو غير ممكن أو بعيد المدى!
وهذا ما جعل والدنا صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد (قائد الإنسانية) أن يبادر بحكمته المعهودة وبرزانته السياسية المشهود له بها بين دول العالم قاطبة ودون كلل وبأسرع وقت للصلح بين دول الخليج العربي، جاعلا مصلحة شعوب المنطقة نصب عينيه، لأنه على يقين بأن تدمير الشعوب هو تدمير للوطن، ودول الخليج جميعها بالنسبة لنا وطن واحد يجمعنا، فكل ما نتمناه أن تنجح مبادرات سموه ونطوي صفحة هذه الأزمة نهائيا، وإلا سنخسر أنفسنا كشعوب قبل أن نخسر ما بيننا من حدود وعلاقات سياسية!
fadalh@