الكل عارف أننا بالكويت نعيش في نعمة أمن وأمان ولا يوجد بيننا من يشتكي من ايجاد سبل المعيشة الأساسية وقد نكون نعيش بمستوى أفضل بكثير من العديد من البلدان وهذا الكلام دائما ما نسمعه من المسؤولين والسياسيين ونحن لا ننكر هذا، ولكن ما ننكره أن الكويت تعد من دول العالم الغنية ونحن بنعمة وفضل من الله، فلما بات جل همنا سكنا ووظيفة وتعليما أفضل لأبنائنا فهذه أساسيات الواجب على الدولة أن توفرها لا أن تمن علينا بأننا نعيش أفضل من غيرنا، فالبلد محتاج تنمية، محتاج مشاريع جديدة، محتاج موارد جديدة وإيجاد دخول جديدة للبلد غير النفط، نحتاج أن ينتعش الاقتصاد بعد أن دخل حالة ركود من فترة طويلة، نحتاج لخلق فرص عمل جديدة وفتح السوق أمام المستثمر وعدم حصره بأشخاص معينين.
نحتاج أيضا لمدن جديدة في الكويت تقضي على الأزمة السكنية، نحتاج لحل الكثير من المشاكل الصحية منها والتعليمية، وغيرها كثير، بالمختصر نحتاج لحكومة تعمل ومجلس يعمل ويراقب عمل الحكومة، نحتاج أن يعمل هذان القطاعان لأننا اكتفينا من وضع الصامت وعندما تعلو الأصوات وتطالب تراهم يتحججون بالوضع الخارجي وعدم الاستقرار الحاصل بالمنطقة والأزمات التي تمر بالمنطقة، ونحن نقول لهم حكومة ومجلس: الكويت محتاجة أن تعمل عجلة تنميتها حتى نبعد عنها شبح الأزمات الحاصلة بالمنطقة، فالمواطن قد بلغ حده من غلاء الأسعار والإيجارات فالمعاش لم يعد يغطي كل الاحتياجات التي تكثر وتكبر مع كبر الأولاد، فإلى متى تسوقون الحجج فقد أصبحت حجج واهية فمن يريد العمل لا يتطلع للصعاب الموجودة بل يعمل ليذلل الصعاب.
وهناك نقطة أرجو منكم الانتباه لها جيدا ألا وهي أنكم في أي وقت لاحظتم أن الضغط زاد عليكم قمتم بحل المجلس أو عملتم تغييرا وزاريا حتى تعملوا على إلهاء للشعب، قد تكسبون بعض الوقت ولكن إلى متى؟! فكثرة التغيير لن تجلب لكم إلا المتاعب، فقد أصبح هم الوزير أو النائب كيف يحافظ على كرسيه أو كيف يستفيد منه لأنه يعرف أنه بأي لحظة قد ينتهي، فلم يعد هناك مجال للعمل والإبداع أو حتى حل المشاكل الموجودة، فأنتم لا تعطونهم وقتا كافيا حتى يستطيعوا أن يؤدوا عملهم كحكومة ومجلس غيروا سياستكم بالتهرب وخذوا خطوة جدية للعمل وحل المشاكل وإلا فإن سنة 2018 لن تكون سنة جيدة لكم أو كما تتمنون.