في زمان ليس ببعيد كانت الكويت باريس الخليج، إنجازات وتطور، وكانت محط أنظار الخليج كله، فما الذي حدث حتى ينقلب الحال؟ نرى تطور دول الخليج وتقدم عجلة التنمية فيها، مشاريع وبنى تحتية وإيجاد مصادر دخل غير النفط، والكويت مكانك راوح لا تقدم ولا تنمية، بل من سيئ إلى أسوأ، فما السبب وراء تدهور الأوضاع؟ هل عمت حكوماتنا عن تطور دول الجوار وهي تعيش في القرن الفائت لا إنجاز ولا مشروع ولا مصادر دخل غير النفط؟
قد تكون هناك عدة أسباب وراء هذا الوضع وليس سببا واحدا، وقد يكون أبرزها هو اختيار أصحاب المناصب على أساس المحسوبية والواسطات فنرى الشخص غير المناسب بالمنصب، بينما يحرم الشخص المناسب، فمن دخل بالواسطة والمحسوبية سيعمل وينجز ويحقق النجاح بالمنصب، أكيد لا، فهو دخل ليخدم أجندة معينة فتراه ينتفع من المنصب على قدر ما يستطيع ثم يغادره دون أي انجاز يذكر ليأتي الذي بعده ويخدم أجندة ثانية فباتت المناصب لا تخدم لا الكويت ولا الكويتيين ولا يسعى أصحاب المناصب لخدمة البلد بل لخدمة مصالحهم ومصالح محسوبياتهم.
أو إن السلطة قد أعجبها حال البلد على ما هو عليه فارتأت أن تبقي الوضع على حاله، لا إنجاز ولا تقدم ولا حتى تنمية، وإلا فما لمانع الذي يقف دون تطور الكويت وتحريك عجلة التنمية؟ فالكويت دولة غنية تملك طاقات شبابية تحبها وتتمتع بديمقراطية لا يتمتع فيها الكثير من دول الجوار فماالذي ينقصنا حتى تعود الكويت عروس الخليج.